اقتباس (١)

1.4K 34 2
                                    

-"وقع هنا لو سمحت سيد يزيد".

أخذ "يزيد" الإخطار ووقع في الدفتر كما طلب منه الرجل الذي انصرف بعدها وترك يزيد يقلب الورقة بين كفيه وعلامات التساؤل والحيرة ظاهرة بوضوح على وجهه.

أتته الصدمة عندما فتح الإخطار ورأى ما به ... دعوة خلع!! زوجته رفعت عليه دعوة خلع!!

فعلتها المجنونة ابنة المجانين ونفذت تهديدها ... نظر مليا إلى الدعوة وهو لا يزال مشدوه الفاه ... هل يعقل أن يصل الجنون بزوجته إلى هذه الدرجة؟!

عقله لا يزال غير قادر على استيعاب الإهانة التي تعرض لها الآن فقد وصله الإخطار من المحكمة وهو يجلس في مكتبه أمام زملائه الذين يحدقون به ويتهامسون عليه.

قرأ "يزيد" الورقة لتتسع عيناه بوميض غاضب من يراه يقسم على أنه سيرتكب جريمة قتل بشعة في حق أحدهم والذي لن يكون سوى زوجته التي يجب أن يودعها داخل مصحة للأمراض النفسية والعصبية ، أو ربما يجب أن تسمى بالأمراض الهاجسية فزوجته تعاني من هاجس أنه يخونها باستمرار رغم أنه لم يفعلها قط.

استمر في قراءة الورقة حتى وصل إلى السطر المذكور به سبب رفعها للقضية وهنا طار أخر جزء متبقي من تعقله وهدوئه فزوجته المصون قد تجاوزت جميع الخطوط الحمراء بفعلتها.

نهض من مكتبه وخرج تحت أنظار زملائه منهم من يشعر بالشفقة عليه وهؤلاء هم الذين شهدوا على معاناته مع هواجس زوجته ومنهم الشامت ولم تكن تلك سوى زميلته "هايدي" وذلك لأنه لم يتزوجها رغم أنه يعلم أنها تحبه وذهب وتزوج من ريم المعقدة والتي ورثت طباع والدتها التي لا تطاق.

لوت هايدي شفتيها متمتمة بتشفي:

-"مسكين أنت يا يزيد ولكنك وبصراحة تستحق كل ما يجري معك ... هل يوجد رجل عاقل يترك امرأة جميلة ورائعة وعاقلة مثلي ويتزوج بتلك المجنونة التي تسير خلف والدتها وتنفذ أوامرها كالإنسان الآلي!!"

أخرجت "هايدي" المرآة من حقيبتها حتى تتأكد من جمالها ثم نهضت وذهبت إلى الحمام حتى تضبط مكياجها كعادتها التي تجريها كل عشر دقائق.

استقل يزيد دراجته النارية وذهب إلى منزل حماته التي يتمنى أن تختفي من حياته إلى الأبد فهي التي تحرض زوجته ضده باستمرار.

-"افتحي الباب حماتي".

قالها يزيد وهو يطرق الباب بعنف شديد فهو يريد أن يكسره على صاحبة المنزل ... سمع صوتها الحانق وهي تقترب من الباب حتى تفتحه:

-"اهدأ أيها الغبي هل طارت الدنيا حتى تطرق الباب هكذا؟!"

فتحت الباب وهتفت وهي تضع يدها في خصرها:

-"خير!! ما الذي أتى بك إلى هنا يا وجه التعاسة؟!"

-"وجه التعاسة!!"

هاجس "عندما تستوطن الغيرة قلب أنثى"Where stories live. Discover now