الفصل الثاني

366 24 12
                                    

قدمت حنان الشاي لخالتها "عايدة" التي تجلس أمامها وتفرك كفيها وهي تخفض رأسها بسبب الحرج الذي تشعر به ؛ لأنها تعتقد أن مساعدة يزيد لابنتها نورا لكي تجد وظيفة هو ما تسبب في وجود تلك المشكلة بين يزيد وريم.

-"صدقيني حنان ، نورا طلبت المساعدة من يزيد لأنها تعتبره شقيقها ولم تكن تريد أن ينهار زواجه ويصل إلى هذه المرحلة الحرجة".

ربتت حنان على كف خالتها وقالت:

-"نورا ليس لها دخل فيما حدث يا خالتي العزيزة ، يزيد هو السبب في كل ما يجرى معه ؛ لأنه تزوج بتلك الفتاة المعتوهة ولم يكترث باعتراضي ، جميع أصدقاء ريم يعرفون أنها تغار من ظلها ولهذا السبب لم يرتبط بها أي شاب من أقاربها أو أبناء صديقات والدتها ؛ لأنهم يعرفون جيدا أن حياتهم سوف تصبح جحيما إذا تزوجوا بريم ولكن وعلى الرغم من كل ذلك ذهب أخي الأحمق وتزوج بها وكما يرى الجميع فهو يدفع الآن ثمن هذا الخطأ الذي ارتكبه بكل غباء في ساعة طيش".

ساد الصمت لدقائق بسبب انشغال كلٍ منهما في شرب الشاي ولكن قطعت عايدة هذا الصمت بعدما وضعت فنجانها على الطاولة وقالت:

-"سوف يتحسن كل شيء بإذن الله ويصبح على ما يرام ، صحيح أن ريم فتاة غيور وهذه الغيرة تدفعها لارتكاب العديد من الأفعال المتهورة كما حدث عندما ضربت ابنتي نورا في الشركة وأمام جميع الموظفين ولكننا لا يمكننا أن ننكر أو نتجاهل حقيقة أنها تحب يزيد كثيرا وقد تضحي بحياتها من أجله".

امتغضت قسمات وجه حنان بعدما سمعت حديث عايدة وهتفت معبرة عن وجهة نظرها والتي تنفي حقيقة أن ريم تعشق يزيد كما يعتقد الجميع:

-"هذا ليس صحيحا يا خالتي ؛ لأن المرأة التي تعشق زوجها لا ترفع عليه قضية خلع وتجعلهم يرسلون له الإخطار في مكتبه وأمام زملائه حتى تجلب له الفضائح".

لاحظت عايدة مدى الضيق الذي يعتري حنان بسبب سيرة ريم فقامت بتغيير مجرى الحديث الذي استمر لفترة من الوقت قبل أن تحمل حقيبتها وتغادر.

▪▪▪▪▪▪▪

دخلت ريم إلى غرفتها في الشاليه ونظرت إلى الإطار الموضوع على الكومود بجانب السرير ، تحركت وأمسكت الإطار ونظرت إلى الصورة التي تجمعها هي وزوجها عندما كانت تتكأ على كتفه وتمسك ذراعه بتملك.

تمتمت ريم بغصة مريرة وهي تزيل تلك الدموع العالقة في مقلتيها:

-"أنت من أوصلنا إلى هذا الوضع يا يزيد".

جلست على السرير تراجع الرسائل التي وردتها على هاتفها ووجدت مكالمات فائتة من والدتها فاتصلت بها لتخبرها الأخرى بما فعله يزيد فزفرت بضيق ووضعت الهاتف جانبا فقد بدأت معركتها لاسترداد كرامتها الآن ولن تتهاون في أخذ حقها منه وجعله يدفع الثمن غاليا.

أمسكت ريم الهاتف مرة أخرى وهي تهتف بحنق:

-"ماذا سوف أفعل الآن يا أمي؟ أنتِ تقولين أنه علم أنني لم أغادر البلاد وهذا يعني أنه قد يعلم مكاني في أي لحظة".

هاجس "عندما تستوطن الغيرة قلب أنثى"Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang