اقتباس(٢)

371 18 1
                                    

-"الحياة معك أصبحت لا تطاق أبدا يا عفاف وأنا لن أضيع نفسي وأعيش برفقتك لوقت أطول".

قذف نبيل تلك الكلمات في وجه عفاف أمام عينا ابنتهما الصغيرة ريم قبل أن يضع حقيبته فوق السرير ويتوجه إلى الخزانة ويضع ملابسه داخل الحقيبة.

أمسكته عفاف من ذراعه بحدة وهي تهتف:

-"ماذا تفعل نبيل ، صحيح أنه يوجد بيننا خلافات كثيرة ولكن يمكننا أن نجلس ونحل تلك المشاكل من أجل ابنتنا ريم".

ابتعد عنها نبيل وهو يردف بازدراء:

-"كل مرة تذكريني بريم ولهذا السبب أنا أستمر معك ولكنني لن أفعل هذا الآن لأنني لم يعد لدي طاقة تجعلني أحتملك وأحتمل جنونك".

انهمرت دموع عفاف فهي لم تتصور أبدا أن ينهار زواجهما ويصل الأمر إلى هذه الدرجة ، لم يكترث نبيل بدموعها واستمر في نقل ملابسه إلى الحقيبة لتهتف عفاف بصوت تجلى فيه شعورها بالألم:

-"أنا أحبك نبيل ولا أريد أن ينتهي زواجنا".

أدار وجهه نحوها رامقا إياها باستنكار قبل أن يهتف بلهجة قاسية مزقت قلبها لأشلاء:

-"وأنا لا أحبك لأنك لا تستحقين الحب عفاف ، أنتِ يجب أن تكوني منبوذة ومكروهة من الجميع".

صرخت بجنون وهي ترفع حاجبها:

-"تحدث بصراحة وأخبرني هل هناك امرأة أخرى في حياتك؟"

أجابها بصراحة مطلقة فهو يرى أنه ليس هناك داعيا ليخفي حقيقة تلك المرأة التي عشقها وجعلته يحب حياته مرة أخرى بعدما كره كل شيء بسبب زوجته:

-"أجل عفاف ، أنا أحب امرأة أخرى وهي نفسها سوزان زميلتي في العمل ، هي امرأة تستحق الحب وتختلف عنك في كل شيء وسوف أتركك وأتزوجها".

-"أيها الحقير الخائن ال...."

هبط نبيل على وجهها بصفعة قاسية قبل أن تكمل عبارتها ثم هتف باشمئزاز ينتابه كلما نظر إلى وجهها:

-"أنا أكرهك وأكره اليوم الذي تزوجتك به ، أكرهك وأكره الساعة التي تركت فيها عائلتي وابتعدت عنهم من أجلك ، أكرهك وأكره كل لحظة قضيتها معك".

أغلق حقيبته ثم جرها خلفه وخرج من الغرفة لتلحق به طفلته ريم التي أمسكت به وهتفت من بين بكائها:

-"أرجوك بابا لا تتركنا وتذهب".

وضع نبيل الحقيبة جانبا ثم جثى على ركبتيه وهتف بحنو وهو يملس على شعرها:

-"أنا لن أتخلى عنك يا صغيرتي ، صحيح أنني سأنهي جميع الروابط التي تجمعني بوالدتك ولكنك ستظلين ابنتي الغالية التي لن أتركها مهما حدث".

قبل رأسها ثم حمل الحقيبة وتوجه نحو بوابة المنزل ولم يكترث بقلب زوجته الذي حطمه ومزقه قبل رحيله.

هاجس "عندما تستوطن الغيرة قلب أنثى"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن