العزلة 🌄

18 1 0
                                    

ربما قد يكون هروبا من الواقع إذا فضلنا العزلة والإبتعاد عن الناس، لكن أحيانا ذلك قد يصبح ذلك ضرورة للاختلاء بنفسك التي غبت عنها بسبب مغريات الحياة.
فالعزلة هي للأرواح المتعبة قبل كل شيء فأنت حين تختار زاوية بعيدة عن الكل، فهذا يعني أنك تريد أن تواجه ذاتك أن تسألها من أنت؟ وإلى أين وصلت؟ وما وجهتك؟ تساؤلات عدة ستطرحها عليها. لأنها هي بدورها ستكون في أشد الاحتياج إليك، وخصوصا بعد عودتها من انكسار حلم عاشت تصوره في مخيلتها ليتلاشى ويغدو سرابا.
فالأولى أن لاتبخل عليها بالمواساة وأن تبعث فيها الأمل من جديد. تأكد لو تركتها فقد تضيع وهي غارقة في عالم كله ضوضاء وتنجرف مع أي تيار، فنفسك قد نادتك بعدما أتعبتها وأرهقتها الحياة وأصبحت بحاجة ماسة لمن يسمع صوتها وأنينها الخفي، عادت لتتصالح مع ذاتك فلم تجد  أفضل من العزلة والاختلاء بنفسها، فهذه الأخيرة هي التي  ستقودها وتعرفها بذاتك، بعد أن تغوص في أعماقها وتخوض نقاشا عميقا معها.
فلاتتردد في أن تكتشف نفسك بنفسك فلن يعينك أحد، لأن الكل محتاج لذلك. فمتى كان طين يساعد طينا مثله، وأيضا لن نكون أعظم من رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام الذي كان يختلي في غار حراء حبا في العزلة واكتشاف الحقيقة. لكن هذا لايعني أن نداوم عليها بل أن تكون بين الفينة والأخرى، فذلك أحسن من أن تداوم مجالسة الناس باستمرار دون انقطاع، لأنك لن تقرأ نفسك بعدها، بل ستظل بعيدا عنها وربما تصبح غريبا.
فالعزلة هي تطهير للروح والإرتقاء بها الى عالم المثل، وإن كان ذلك سيرغمك بأن تتنازل عن عدة أشياء. لكن تظل تلك هي القاعدة اذا أردت النجاة بنفسك.

                 #سميا_دكالي

خواطر (تابع)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن