#وجع_الحياة🌄
تلك الليلة لم يزرها النوم كعادتها لينقذها من نفسها،فالألم كان يقطع أحشاءها ماتركها لترتاح ولو ساعة تنفصل فيها عن الوعي، صوت التلفاز أقلق مضجعها هو الآخر. لقد كان هو يشاهد مقابلة الكرة كعادته. تنهدت محاولة أخذ نفس عميق للاسترخاء بحثا عن النوم هكذا قضت سنينها المتشابهة كلما أرادت الهروب لجأت إلى النوم ليحتضنها بعيدا عنها...
هو النوم ليس من عادته أن يتخلف عن موعده عنها، حمدت الله على ذلك لولا ذاك الألم المفاجأالذي أتى على حين غفلة، لم ينفع معه أي مهدأ ابتعلت حفنة من الأقراص. احتست شرابا ساخنا لعل ما يؤلمها يروح إلى حال سبيله. لكنه أبى إلا أن يلازمها، حتى صوت المذيع وهو يشجع فريقا ويهتف باسم لاعب لم تسلم منه. لم تعد تتمنى في تلك اللحظة أي شيء في الحياة، ما ترجوه أن لا يخذلها النوم ويتركها تعاني. لقد أدركت قيمته الآن...
شعرت بغربة موحشة تطرق دواخلها هذه الليلة. وإن كانت بين أسرتها ربما لأن كل واحد أخذته الحياة حتى ما عاد يسأل أحد عن الآخر، رغم تواجدهم في نفس المكان والزمان.
لقد كان غير مبال بوجعها يركز في المباراة مترقبا فوز فريقه المحبب إليه. وتلك التي تتألم لا يهم ربما نفسه تحدثه أنها في الصباح ستكون أفضل وكأنها ما لزمت الفراش...تأسفت إلى ما وصلت إليها الإنسان. نهضت من فراشها تجر الألم معها في اتجاه المطبخ. أعدت لهم وجبة العشاء وهي تقاوم الوجع غصبا. نادت عليهم ليجتمعوا ربما تدب الحياة في نفوسهم الميتة ويشعرون بوجودها ويحسون بمعاناة البعض. خاب أملها لقد أنهوا طعامهم على عجل ليختلي كل واحد مع نفسه...
عادت إلى سريرها محتمية به ويدها ترتعش باحثة عن مسودتها وقلمها لتسطر وجعها ربما تتنفس شيء ما. لم تشعر إلا وهو يسألها:
-ألست مريضة لما تكتبين إذا؟
ابتسمت في وجهه بسخرية قائلة:
-لأنها هي من تواسني عند ألمي ؟
سألها مستغربا : من هي ؟
أجابته دون أن ترفع نظرها إليه :
-هي الكتابة من تخفف عني فما عاد الإحساس يجمعنا ولا باتت الرحمة تسكننا.أطفأت النور وأغمضت عينيها، لقد أتى أخيرا النوم ليأخذها إلى عالم آخر، بعدما حررت كلمات من سجن نفسها. ظلت تؤرقها ساعات. أتى لينسيها وجعها بل وجع الحياة التي أضحى يعيشها الكل دون أن يعوا بحالهم وقد هجرهم أجمل شيء فطر معنا آلا وهو الإحساس.
لقد جرفتهم فتن الحياة إلى هاوية ربما لن يعرفوا بعدها كيف ينجون بأنفسهم هذا إذا أدركوا إلى أين هم سائرون؟#سميا_دكالي
أنت تقرأ
خواطر (تابع)
Romanceالاختلاء رفقة الكتابة في ركن منعزل نور يبدد الظلام وجواب لكل سؤال غامض حاولت التملص منه فطاردك غصبا عنك ! فكم سألت قلمي لماذا تترنح أحيانا ؟؟ أجابني ليس لأني لا أريد بل كوني أخشى عليك كم أعشق قلمي💕 هذا الكتاب يحمل كل ما يخالج خواطري🍁 وأتمنى أن يلق...