خواطر (تابع)

قيمة الحياة.🌹🌿🌸

ليس هناك أقسى من أن نحيا ونحن لا نحيا لحظتنا بطمأنينة....فقط نتواجد بانتظار الأمل أن يسمح لنا بالحياة رغم شساعة الوجود الذي لم يعد يتسع لنا..... تلك الهواجس أتت لتدمر حصن الأمان بعد أن غمرت قلوبنا بالخوف على حياتنا من قدر قد يأتي ليسلبنا إياها....أكيد الآن نَحِنُّ إلى تلك الأيام التي كنا نحياها ولا شيء متربص لنا ومع ذلك كم اشتكينا وكأن الانسان لن يكف من الشكوى إلا إذا أتاه من يسكته ويوقعه أرضا.....ربما ما نعانيه من وجع سيعلمنا قيمة تلك النعمة التي كانت بأيدينا وما شكرنا الله عليها ....

فالحياة أكبر مدرسة وأحداثها هي من نتعلم منها....والحدث الذي نعيشه سيظهر لنا أخطاءنا وهفواتنا واللامبالاة التي كنا فيها....لنعود إلى أنفسنا ونحاسبها بعد أن نجلس معها...كما ستفتح أعيننا لنعثر علينا بعد غيبة طويلة...كنا تائهين فيها نبحث عن مفتاح لسعادتنا والأصح كل واحد منا يفتش عنها لنفسه دون التفكير في مقاسمة غيره....وأعتقد أن الأغلبية تمشي في اتجاه المصلحة الفردية. .. علما أن الانسان بطبيعته التي جبل عليها لا يمكن أن يستغني عن الجماعة لتحقيق أهدافه....لكن بأساليبه الملتوية وطغيان الآن يحاول الاستحواذ على كل شيء لنفسه..... رغم أنه يدري أن ذلك هو حق الجماعة ...فينمو بداخله حب التملك والسيطرة على ممتلكات الغير مع الأسف....ويُنْتَزَعُ من قلبه كل شيء جميل ومحسوس ليستبدله فقط بما هو ملموس... فيفقد بعدها أجمل شيء فُطِرَ عليه هو حب الخير ...

لكن أتمنى لو تعدينا تلك الأزمة أن نكون بالفعل قد تصالحنا مع ذواتنا.... وملأنا قلوبنا بالحب حتى نَحْضُنَ بعضنا البعض باسم السلام ...فالبعد الذي فرضته طوعا علينا تلك الأزمة هو عقاب لنا لنشعر بالفقد....فما كان التعلم بالمجان.....ولا الوصول إلى بر الآمان من دون بدل جهد..... ونحن الآن لا اختيار لنا فقد سبقنا القدر وسَيَّرَنا بأن رسم لنا ما لم نتوقعه... وأجبرنا على أن نتحمل ونضحي ونزكي أنفسنا بالطاقة الإيجابية المختلقة وبكل ما قد يُنْعَشها ولو بالتأمل في الأفق .... فالعطاء آتي آتي لا محالة فقط تبقى مسألة وقت... ولن نحصل عليه ما لم نصل إلى ذروة الاحتياج.....وإلى أن يتحقق ذلك سيتطلب منا نفسا عميقا وصبرا جميلا...

#سميا_دكالي