الفصل الأول

225 7 1
                                    




سعيها الحقيقي لراحة البال ، فهو الهدف الذي تسعى إليه من خلال عملها .. وحياتها في هذه الحياة .. تتمنى الوصول لصفاء الذهن دوماً .. تريد البعد عن كل ما يعكر صفوها .
أمام منزلهم القديم البنيان ..أوقفت سيارتها النقل ذات الثلاث عجلات ببساطتها .. لقد تسلمتها من إدارة مشاريع الشباب .. لبيع زهورها التي دأبت على زراعتها وبيعها في الطرق .. لا يعكر صفو غستقلالها سوى رشيد ابن عمها .. يراقبها كطفلة صيرة وإذاما تحدث معها شخص غريب يختلف معه دوماً.. فهو ذا قدرات عقلية محدودة .. لا يفهمها .. ولا ينصت إليها في هذا الموضوع .
قفزت من الباب الجانبي للسيارة المغلقة الصغيرة .. تهرول في ثوبها القطني الواسع مع تميز قصته التي لا تجعلها أقل من أجمل فتيات الوطن .. تقفز الدرجات تنادي أسباب سعادتها في الحياة :" نعناعة يا جميلة.. نعيم يا قمر .. رشيد أين أنت ؟!!".
صوتها يمزق أي توتر .. شعرها الغجري اللولبي يتحرك كلما هزت رأسها .. تتحرك بخطوات واسعة تكرر النداء .. سمعت صوت جدتها تناديها :" تعالِ يا وتين أنا في المطبخ العلوي ".
كانت تقف عند الدرج الجانبي .. صارت تقفزه في سعادة تثير سعادة في نفوس الجميع .. في البهو العلوي نظرت لحاجز النافذة في الجهة المقابلة المواجهة للدرج الذي استخدمته لتوها .. مالت نحو الخارج تنادي :" أبي أأنت هنا ".
لم يجعلها تهدر مرة أخرى بصوتها الناعم .. إذ أطل رأسه يحدق في أعلى بابتسامة تشع من ملامحه .. هاتفاً في سعادة سببها هي :" يبدو انك كسبت وأنهناك رزق كبير قادم في الطريق ".
اتسعت ابتسامتها هاتفة :" نعم يا ابو وتين .. نعم يا نعيم .. لقد طلبوا مني في قرية العزازي وقرية النورس ورودا بمبالغ كبيرة .. سوف أكون غنية يا والدي .. اتعلم سوف أجدد الورشة لك لتكون مركز صيانة كبير .. سابني البيت من اجل جدتي وسوف احضر لها خادمتين تساعدنها في المنزل .. ورشيد .. ".
صمتت حتى لا يسمعها .. تريد أن تذهب به للأطباء حتى يتعافي .. لا يبدو معاق الآن ولكنه لا يتعاطى مع الغرباء بصورة طبيعية .
ثم بدأت تغني لوالدها :" آه لو لعبت يا زهر .. واتبدلت الأحوال.. وركبت أول موجة في سكة الأموال".
بدأ أبيها يصفق لها تارة ثم يرفع يوفع كفاه لأعلى يشاركها في فرحتها .. ضجت هاتفة بسعادة غامرة :" آه يا نعيم يا أجمل أب .. يا جمالك يا ابن الطوبجي ".
سمعت صوت جدتها من داخل المطبخ :" يا وتين كفاك جلبة ..واعلمي أباك ان الطعام جاهز ".
رفعت أصبعها نحو شفتيها هامسة لوالدها من اعلى :" أرأيت نعناعة لا تريدني أغني .. صوتي يغضبها لذا طلبت مني أن أنتبهك لموعد الطعام ".
طوح اصابعه للأمام لتذهب .. متحدثاً بهدوء :" لا انها تعشق صوتك .. لكنها تبغض الأغاني الشعبية .. حاولي مغازلتها بأغنية للقدماء ولن تنهرك أبداً".
لوحت إليه ودلفت حتى المطبخ تضع يديها حول كتفي جدتها .. صحيح هي ليست أم أبيها هي ام عمها عقل أبو رشيد لكنها لم تفرق يوماً في معاملتهما .. حتى تحب أبيها كابن لها ..لم تذكر أنها وأبيها تشاحنا يوماً.. فقط استقرار أسري جلب لها الطمأنينة والأستقرار النفسي .. هتفت بصوت مرتفع أزعج الجدة :" نعناعة ".
انتفضت السيدة مرة جديدة في ردائها المنزلي الطويل .. مدعية أنها غاضبة :" أنا غاضبة منك .. الأخبار الجميلة لأبيك أولاً .. وأنا ألست جدتك".
شددت عليها وتين تحتضنها بالمقعد الخشبي الذي تجلس عليه .. وتدس رأسها فوق كتفها تقبل خدها :" حبيبتي يا نعناعة .. وأمي أيضاً .. لا أذكر أمي يا قمر .. أنت من راعتني وربتني منذ وفاتها .. يا أجمل نعناعة في الوجود ".
قبلتها الجدة قائلة :" أنت تعلمي أني لم أعشق أسمي إلا من فيك هذا .. كنت غاضبة من أسم نعناعة .. أمي كانت تعشق تناول النعناع الأخضر وهي حاملاً بي ..، فأطلق عليا أبي هذا الأسم .. مفرد النعناع .. وصار يتندر علي تعالي ضعي اصبعك في كوب الشاي حتى يكتسب النكهة .. كان يحبني وكم عشقته حتى في مزاجه الصعب .. أنت من جعلتني اعشق هذا الأسم ".
حضنتها وتين بين يديها :" أعشقك جدتي ".
ربتت علىكفها براحتهاالدافئة :" هيا نادي على رشيد ليتناول الطعام .. فقد صعد غرفته يصلي .. لا أرعف لما أطال الصلاة اليو م ".
همست بحماس :" سوف أعقابه جدتي .. لو كان تلهي في ترتيب غرفته ولم يصلي .. أو لم يسعد عمه في العمل ".

أسميتها وطن  (نصف الفصل الرابع كل اربعاء)Where stories live. Discover now