_ الفصل الثالث _

11.9K 467 9
                                    

(( امرأة العُقاب ))

_ الفصل الثالث _

انتفضت واقفة بفزع على أثر صوته من خلفها .. انزلت الهاتف فورًا من على أذنها والتفتت له بجسدها تهمس بنظرات مرتبكة جاهدت في إظهارها طبيعية :

_ نعم ياحبيبي

عدنان بصوت رجولي حازم :

_ بتكلمي مين ؟

نظرت إلى الهاتف وفورًا قذفت كذبة في عقلها فعادت بالهاتف بأذنها مرة أخرى وهي تقول بابتسامة صفراء :

_ طيب سلام دلوقتي يا لميا هبقى اكلمك بعدين ياحبيبتي

وسرعان ما أنهت الاتصال بعد جملتها لتتطلع في وجهه الذي يعطي علامات استفهام فقالت وهي تقترب منه وتلف ذراعيها حول عنقه هاتفة بغنج :

_ دي لميا كان عندها شوية مشاكل واتصلت بيا تحكيلي وتفضفص معايا شوية ، هو بقى ممنوع اكلم صحابي ولا إيه ياعدنان بيه !!

نظر لذراعيها الملتفين حول رقبته وقال لها بابتسامة ماكرة :

_ هي مشاكلها بتضحك أوي كدا !

انطلقت منها ضحكة أنثوية متأججة لتجيبه بمشاكسة :

_ لا انا اللي كنت بفرفشها شوية عشان أخرجها من المود

انكمشت معالم وجهه بعد ضحكتها العالية ودار بنظره في الأرجاء من حولهم ثم قال بحزم :

_ ميت مرة أقولك متضحكيش بالشكل ده واحنا مش في اوضتنا !

كتمت فمها بكفها وظهرت علامات الدهشة على وجهها ثم همسات بدلال وهي تقترب لتطبع قبلة رقيقة على وجنته :

_ أسفة ياحبيبي مخدتش بالي

لمعت عيناه بوميض خبيث .. ومال برأسه عليها يهتف في نظرات راغبة :

_ بتاكلي بعقلي حلاوة بالبوسة الناشفة دي يعني

رجعت برأسها للخلف وهي تبتسم بجراءة لكنها لمحت أسمهان التي تقف في مكتبه أمام النافذة وتتابعهم ، فعادت بنظرها له وهمست بضحكة خفيفة :

_ أسمهان هانم بتراقبنا في صمت شكلها

التفت برأسه للخلف ناحية مكتبه ليرسل لأمه ابتسامة صفراء لترد عليه بضحكة بسيطة ، ثم يعود بنظره لزوجته من جديد ويقول وهو يلف ذراعه حول كتفيها :

_ امممم انا بقول نطلع أوضتنا ونكمل كلامنا على رواق فوق براحتنا أفضل

ثم انحنى وخطف قبلة سريعة من جانب ثغرها فضحكت هي وسارت معه للداخل ثم لأعلى نحو غرفتهم بالطابق العلوي من المنزل .

***

مائدة صغيرة متوسطة في منتصف الحديقة ، وتقف هي أمامها تنظمها بشكل راقي وجميل وابنتها تدخل للداخل ركضًا ثم تخرج وهي تحمل الصحون واللمسات الصغيرة التي ستزين بها والدتها المائدة .

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقOnde histórias criam vida. Descubra agora