_ الفصل السابع والخمسون _

6.9K 341 25
                                    


(( امرأة العُقاب ))

_ الفصل السابع والخمسون _

اخترقت جملة أمه أذنيه فصابته بحالة من الذهول وعدم الاستيعاب .. استحوذ عليه الصمت لبرهة من الوقت قبل أن يسأل بابتسامة استنكارية :

_ متجوزة إزاي يعني !!!

أسمهان بثبات تام :

_ متجوزة يا آدم .. يعني كانت بتضحك عليك واللي كان خاطفها ده جوزها !

حتى الآن مازال في حالة مريبة من الهدوء الكامل .. ليخرج سؤاله الثاني وسط نظرته الثاقبة لأمه :

_ وإنتي عرفتي إزاي ؟!!!

لم تهتز شعرة واحدة منها بعد سؤاله بل أجابته بكل ثقة وثبات :

_ سمعتها في المستشفى بتتكلم مع صحبتها اللي اسمها سهيلة دي وبتحكيلها

لم يزيح بنظراته الغريبة عن أمه .. ثم أزاح الغطاء من فوق جسده ونزل من الفراش ليتحرك بخطوات هادئة تجاه الشرفة هاتفًا في خشونة :

_ مهرة لا يمكن تعمل كدا

استشاطت أسمهان غضبًا واسرعت تلحق به لتقف بجواره وتقول منفعلة :

_ عملت يا آدم وبقولك متجوزة أنا سمعتها بودني .. هي البنت دي عملتلك إيه بظبط .. فوق يابني وانساها .. إنت بس تطلب وأنا اجبلك اجمل وأحسن بنت تليق بيك وباسم الشافعي

رغم أن هناك صوت قوى في أعماقه يصرخ رافضًا تصديق ما يسمعه تظل فطرته الرجولية ملتهبة والنيران في صدره يزداد لهيبها من فرط الغضب بالأخص بعدما تذكر بكائها في المستشفى ورفضها لسرد ما حدث معها ومن ذلك الشخص !! .

هناك نقاط ناقصة وسيعرفها بنفسه .. وإلا لن تهدأ نيران صدره قبل أن تحرقه وتحوله لرماد .. لم يبالي بمرضه وحالته الصحية حيث اندفع نحو خزانته ونزع التيشيرت المنزلي ليخرج قميصه ويرتديه مسرعًا وكذلك بدل بنطاله وسط نظرات أسمهان المذهولة من تصرفات ابنها الجنونية .. وقبل أن يغادر أسرعت إليه تجذبه وتمنعه من الخروج صائحة :

_ استنى هنا .. إنت رايح فين مينفعش تخرج الدكتور قال لازم ترتاح يا آدم

نزع يدها عن ذراعه وأبعدها برفق من طريقه مردفًا بعجلة :

_ أنا كويس ياماما .. ابعدي لو سمحتي

أسمهان بصيحة عارمة وعصبية :

_ لا مش هبعد ومش هسمحلك تروحلها تاني .. كفاية أوي اللي جرالك من وراها

خرج صوته بصيحة جمهورية تلقائية منه نابعة من لهيبه الداخلي :

_ قولتلك ابعدي ياماما .. أنا عفاريت الدنيا بتتنط قدام وشي السعادي

لم يمهلها اللحظة لتعترض حيث دفعها وغادر مسرعًا .. فلحقت به شبه ركضًا وهي تصيح عليه بغضب في محاولات بائسة لإيقافه :

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقWhere stories live. Discover now