_ الفصل الواحد والأربعون _

8.3K 402 18
                                    

(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الواحد والأربعون _

صعدت الدرج بخطوات هادئة حتى وصلت للطابق الثاني حيث شقتهم وتسمرت بأرضها فور رؤيتها لأسمهان تقف أمام الباب وجدتها تحدق بها بحيرة ! .
خرج صوت مهرة المندهش :
_ أسمهان هانم !!
التفتت أسمهان بجسدها للخلف تتطلع بمهرة التي تقف عند بداية الدرج بالأسفل .. وكذلك فوزية نقلت نظرها لحفيدتها ومازالت علامات التعجب تعتلي ملامحها .
صعدت مهرة درجات السلم  شبه مسرعة حتى وصلت أمامهم تمامًا وحدقت بأسمهان تبتسم لها ابتسامة صفراء وتهتف :
_ ايه الزيارة المفاجأة دي !
أسمهان بجمود وهي ترمقها بشموخ :
_ جاية اتكلم معاكي شوية ومنها قولت اطمن على جدتك
هزت مهرة رأسها بتفهم وهي تضحك بسماجة قبل أن تدير وجهها تجاه جدتها وتقول موضحة لها هوية أسمهان :
_ دي أسمهان هانم ياتيتا والدة آدم
أسمهان بقرف :
_ آدم !! .. أممم واضح إن العلاقة بينك إنتي وابني بقت كويسة أوي !!!
تنهدت مهرة بقوة تحاول تمالك اعصابها وقالت بلطف متصنع :
_ اتفضلي يا أسمهان هانم .. ميصحش تفضلي واقفة على الباب كدا .. اتـفـضــلـي
أفسحت فوزية لها الطريق بملامح باتت أكثر قوة بالأخص بعد معرفة هويتها ورؤية طريقتها الفظة في التكلم .. بينما أسمهان فدخلت ونظراتها كلها استعلاء .. تتفحص المنزل البسيط بأنظارها المستنكرة والمستعلية .

قبضت فوزية على ذراع مهرة وجذبتها إليها تهمس في أذنها بحدة :
_ودي عايزة منك إيه وتعرف البيت منين !
مهرة بصوت منخفض ونظرات محتقنة لأسمهان التي تتفحص منزلهم بقرف :
_ معرفش يازوزا روحي إنتي بس اعمليلها حاجة تشربها .. إكرام الضيف واجب برضوا وسيبهالي أنا

ابتعدت مهرة عن جدتها وسارت باتجاه أسمهان التي جلست فوق الأريكة الكلاسيكية والقديمة مجبرة حين لم تجد أمامها شيء آخر .. اقتربت مهرة منها وجلست على مقربة منها ونظراتها القوية استقرت عليها وسط ابتسامتها اللطيفة المزيفة التي لا تزال ترسمها فوق شفتيها .. اما فوزية فقد تقدمت وجلست على مقعد قريب منهم متجاهلة طلب حفيدتها بأن تتركهم بمفردهم .

بقت أسمهان صامتة تنقل نظرها في أرجاء المنزل بأكمله وكل من مهرة وفوزية يتطلعون إليها بصمت يعكس الغيظ الذي بصدرهم منها .. لم تتمكن مهرة من الجلوس صامتة أكثر من ذلك وبنفس اللحظة تخشى أن تتكلم معها أمام جدتها فمازالت لم تتعافى بشكل كامل .
حدقت مهرة بجدتها في نظرات ذات معنى .. لتصدر فوزية زفيرًا حارًا وتقول باقتضاب :
_ تحبي تشربي إيه ؟!
أسمهان باستعلاء :
_ متشكرة
فوزية بنظرات قوية :
_ لا إزاي ده انتي أول مرة تدخلي بيت رمضان الأحمدي .. لازم نضيفك حاجة
لم تعطيها أسمهان اهتمام بينما فوزية فاستدارت واتجهت نحو المطبخ وهي تستغفر ربها مرارًا وتكرارًا .
التفتت مهرة أخيرًا إلى وجه أسمهان وقالت بجدية :
_ خير حاجة إيه اللي حابة تكلميني فيها يا أسمهان هانم ؟!!
أسمهان بصوت صارم ونظرات محذرة :
_ آدم
_ ماله ؟!
اجابتها بابتسامة سحرية وفي نبرة  تهديد :
_ أول حاجة هتسيبي الشغل وتاني حاجة هتبعدي عن ابني تمامًا .. لأن أنا عدى عليا من نوعيتك دي أشكال كتير وكلهم بيبقوا هدفهم واحد
تجاهلت تهديدها واهانتها الصريحة بصعوبة وقالت في هدوء مزيف واستهزاء :
_ وياترى هو إيه الهدف ده !!
أسمهان بفظاظة وحدة :
_ الفلوس طبعًا .. خلي في علمك إني مستحيل اسمح إن حاجة تحصل بينك إنتي وابني  .. لا يمكن اسيب ابني لواحدة بيئة زيك .. مش عيلة الشافعي اللي هتدخلها واحدة من المستوى ده
ثم تابعت وهي تتجول بنظرها في سخرية بأرجاء المنزل :
_ بصي حواليكي وإنتي هتفهمي قصدي وتعرفي الفرق

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقOnde histórias criam vida. Descubra agora