الماضي

214 23 2
                                    

بعد قضاء ليلة مع إيرلا كانت الساعة الخامسة فجراً..

إحتضنها يونغي من خلفها ووضع الغطاء على كتفها العاري

خشية ان تشعر بالبرد.. لكنه إحتضنها بجسده ليخفف برودة الجو

تمتمت بخفة أثناء نومها

"يونغي وسيم للغاية"..

قضم يونغي شفته بأنزعاج..

باتَ يكره شكله.. يكره جسده.. لماذا لا يشعر يونغي بحبها فقط لأجل هذان الشيئان

خطرَ بعقله سؤال ماذا إن أصبح قبيحاً بيوم من الايام.. ماذا ان أصبح سميناً

في داخله يعرف الإجابة جيداً...

إنزعج من تلك الأفكار وإبتعد عنها.. إرتدى ثيابه وتوجه نحو النافذة

أخرج سيجارة وبدأ بتدخينها...

أخرج الهاتف كذلك وإتصل على صديقه المقرب

"بارك جيمين كيف حالك يا حقير"

سمع يونغي صوت ضحكَة جيمين و رد له الشتيمة

"انا بخير يا عاهر كيف حالك انت مع إيرلا.. هل إستفدتَ منها؟"

شعرَ تايهيونغ بغصة داخل قلبه.. لم يجيبه بل إنهالت عليه ذكريات الماضي..

قبل سبعة سنوات..

دخل ذلك الشاب الوسيم إلى تلك الجامعة كان بسيطاً جداً

يرتدي بنطال أسود وعريض وقميص أبيض.. وتلك النظارة الطبية لم تزيده إلا وسامة

عرفَ عن نفسه عندما دخل القاعة وسمعَ عدة شتائم تنطلق من الشباب الجالسين

إلا شاب واحد يُدعى بارك جيمين.. هو غني كذلك ولديه صديقة مقربة وهي إيرلا

إيرلا بدورها لم تهتم لذلك الشاب كونه فقيراً أولاً والثاني ليس جميلاً.. بأعتقادها

همسَ جيمين بأذنها

"ألم تكوني تريدين ان تواعدي أوسم شاب في الجامعة؟"

أومأت له بملل وقالت
"لكني لم أجد ذلك الشاب بعد يا جيمين.. فجميعهم كلاب ويتركونني بسهولة والأهم إنني لا ينقصني شيئاً الآن.. المال متوفر.. بل انا أغنى بنت في هذه الجامعة أحتاج فقط لأوسم شاب فيها "

ضحكَ جيمين بخفة وأشرَ لها على ذلك الشاب الجديد الخجول

"هُناك... الشاب الذي تحلمين به يقف هناك"

تفحصت إيرلا الفتى الخجول ونظرت له من أخمص قدمه إلى رأسه..

ثم إلتفتت نحو جيمين وقالت بغضب

" تمزح معي صحيح؟؟ إين الوسامة انا لا أراها "

" غبية.. تمعني النظر فيه إن جماله فقط مخفي تحت تلك الملابس الرثة والقبيحة.. أمهليني أسبوعان فقط.. وسوف تركضين خلفه يا إيرلا"

"لا أظن ذلك يا جيمين"

******
في تلك الاثناء تقرب جيمين من يونغي وأصبح صديقه المقرب..

في البدايه لم يحبه جيمين ظن بأنه متكبر وربما سيكون طماعاً لكنه لم يكن كذلك بالعكس كان يصرف على نفسه ويرفض فكرة ان يصرف عليه جيمين

أصبحا يخرجان كثيراً ويدرسان وكون يونغي ذكي كان يقوم بتدريس جيمين وهذا ما غير فكرة جيمين عنه..

أراد جيمين ان يُلغي فكرة تقريب يونغي من إيرلا لكن الوعد الذي قطعه لها أوقفه

وكذلك فكر جيمين ان من مصلحة يونغي ان تكون له حبيبة غنية..

أخذه جيمين للحلاق وقام بتقليم شعره وتغيير له التسريحة

كذلك صبغ شعره باللون العسلي رغم رفض يونغي بالفكرة لكنه إقتنع أخيراً بكلام جيمين

وفي اليوم الاخير من الاسبوعان ذهب جيمين برفقة يونغي إلى محل كبير جداً لبيع البذل والملابس الراقية

لاحظ جيمين تردد يونغي في الدخول.. لم تكن لديه الأموال الكافية لشراء تلك الملابس

أمسكه جيمين من يده وكان صادقاً وقال

"لا تقلق سوف ادفع انا بدلاً عنك .. المهم هو أن تكتمل وسلامتك بهذه الملابس"

هزَ رأسه رافضاً تلك الفكرة وقال بصوتٍ منخفض

"إن قبلتُ هذه المرة سأقبل في كل مرة... انا ليس لدي المال بالكاد أستطيع الدفع لأكمال تعليمي... جدتي تُنفق علي.. لذا سأبقى بملابسي هذه حتى لا أقع بتلك الدوامة يا جيمين "

شعرَ جيمين بالشفقة عليه خاصة بعد أن علمَ ان أهله قد توفوا السنة السابقة ولم يتركوا له ميراثاً وأخذته الجدة كونه لا يمتلك أحد آخر من أفراد أسرته

أمسك جيمين بيده وأدخله بالقوة وجعله يرتدي إجمل الملابس...

طولهُ وجسدهُ يُلائم جميع البدلات وأجملهن..

جسده كان مثالياً وهو من يجعل تلك الملابس تبدو أرقى وأجمل

*******

في اليوم الموعود دخل يونغي رفقة جيمين إلى الجامعة.. وفورَ رؤية الطلاب له بدأوا بالتمتمة على مظهره

شعره كان مرفوعاً وعطر أطيب من الطيب يفوح منه

بنطال أسود ضيق وقميص كُحلي اللون ضيق

فتح له جيمين أول وثاني زران كشفَ القليل من صدره الأبيض ورقبته

إقتربنَ مجموعة من الفتيات نحوهما وقلنَ

"جيمناه ألن تُعرفنا على هذا الوسيم... لقد حازَ وبجدارة على قلوبنا"

سحبه جيمين من يده متوجهاً نحو إيرلا وقال بغرور

"هذا الوسيم محجوز... هل سمعتوني جيداً... إنه مين يونغي محجوز لأيرلا"..

غداًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن