عمياء؟

214 19 2
                                    

ما ان سمع صوت جدته حتى إستقام من مضجعه وتوجه نحوها

أمسكها من كتفها وبدأ يتفحصها بخوف.. ما هي إلا لحظات حتى أخذها بين أحضانه..

شمَ عطرها بقوة كما لو إنها عادت من مكان بعيد وكما لو إنها تركته وحيداً لمدة طويلة

هو فعلاً في مكان بعيد عنها لكنه يتصل بها يومياً وأحياناً يقوم بفتح فيديو معها عندما يأكل طعامه أو عندما يريد شراء الملابس يقوم بأخذ رأيها

لقد نسى يونغي تماماً ما قالته جدة.. هو من شدة صدمته فقط إنتبه على صوتها

ليس الكلام الذي تفوهت به..

إبتعد عنها قليلاً ولكنها لم تبادله الحضن... مما أثار إستغرابه

"جدتي هل...."

صوت صفعة دوى في المكان جعل رأس يونغي يصبح في الجهة الثانية..

أمسكَ وجنته ونظر إلى جدته بصدمة لم يستطع التفوه بأي كلمة...

ببرود سألته  الجدة بعد أن أغمضت عينيها

"منذُ متى...؟

لا يزال ممسكاً بوجنته تلفظ بكلمتين بصعوبة ودقات قلبه بدأت تتسارع بقوة وفوراً تذكر إيرلا وكون جدته لا تعلم بأمرها... وما يفعله معها... كيف علمت؟ هذا ما فكرَ به

" مـ ماذا تقصدين "

إلتقطت الجدة إذنهُ اليسرى وشدتها بكل قوة جعلت منه يصرخ بألم وهمست بأذنه

"منذُ متى تُدخن السجائر يا يونغي ... يا حقير أجبني بسرعه"

تآوه بقوة لأن جدته تسحبه من أذنه بقوة أكبر... بألم أجابها

"ء أتركيني... أرجوكِ جدتي دعي أذني سوف تنقطع بين يداكِ "

خده الأيسر طُبع عليه آثار يدها وأذنه أصبحت بلون الدم تقريباً.. تركته الجدة بعد دقائق

لم يجد يونغي أي مهرب سوى قول الحقيقة لها.. أخذ الشجاعة وتنهد بعمق ثم أردف القول

"انا أدخن منذُ وقتٍ طويل.. جدتي انا رجل بالغ الآن ليس من حقكِ أن تضربيني بهذا الشكل لذا"

لم تدعه يكمل كلامه صرخت به بقوة جعله يفزع ويهتز جسده

"أسكت.."

"ولكن جدتي.."

"قلتُ أسكت يا عديم الأخلاق.. هل ارسلتك إلى سيؤول كي تدخن تلك القذارة؟ هل سوف تتركها ام لا أجبني حالاً "

بعد دقيقة كاملة لم يتكلم يونغي بأي كلمة.. كادت الجدة أن تضربه مرة أخرى لكنه أوقفها صارخاً

"سأتركها... سأتركها لكن لا تضربيني من فضلك "

إلتفتت الجدة إلى نينا.. كانت متقوقعة على نفسها وتحتضن الغطاء بقوة... هرعت إليها الجدة تحت أنظار يونغي الذي لا يفهم شيء مما يحدث الآن..

"تحرك يا غبي وأجلب ماء بسرعة"

ركض يونغي بسرعة بسبب صراخ جدته وملئ كوب من الماء وناولها للجدة

" من هذه جدتي... لما هذا الشاش على عينيها؟"

أرادت الجدة ان ترد عليه لكن صوت أقدام دخلت الصالة جعلت يونغي يفزع للمرة الثانية

"مـ ماذا يحدث هنا يا جدة"

تكلمَ تان وسان مرة واحدة ينظرون للجدة تارة والرجل الغريب تارة ولأمهم تارة أخرى

كانا يرتديان نفس البيجامة لكن بلون مختلف ويمسكان بالدب الخاص بهما

"ماذا يحدث هنا أجيبوني.. من هذان الطفلان.. جدتي ماذا يحدث هنا"

نهظت الجدة من مكانها وقالت بصوتٍ مسموع

" نينا عزيزتي هذا حفيدي يونغي الذي كلمتكِ عنه.. هل سمعتي صوته.. هو لطيف..

لكنه يدخن.. وبذلك لم يعد لطيفاً"

توسعت عينا الصغيران وركضا نحو يونغي بسرعة وكل واحد أخذ رجل من أرجله وإحتضناها بقوة وصرخا مرة واحدة تحت أنظار يونغي الذي يقف

كالغبي الذي لا يعلم اي شيء يحدث هنا

" عمي يونغي عميييي انت جميل جداً.. أجمل من ما على الهاتف.. "

إنهالت الذكريات على يونغي وتذكر إنه بالفعل يعرف هذان الصغيران نعم هما من تكلم معهما على الهاتف قبل يومان... تان وسان...

"صغيراي.. أحباء قلبي... أنتم جميلون للغاية... ماذا تفعلون هنا ومن هذه الفتاة العمياء "

إبتعد الطفلان عن ساق يونغي وقالا معاً بحزن يكاد أن يُفطر قلب كل من ينظر إليهم

"أمُنا... هذه أمُنا"

سحبت الجدة يونغي من يده بسرعة وتوجه به إلى الغرفة المجاورة.. البيت كان صغيراً جداً بطابق واحد وكذلك المنزل مُتهالك تماماً

" إسمعني إبني..... إجلس أمامي"

جلس يونغي أمامها وإستمع لها بأهتمام

هو فقط يشعر بالسعادة كون جدته بخير وهذا كافي بالنسبة إليه

"تلك الفتاة مسكينة يا يونغي ... لقد تطلقت من زوجها وهي تمتلك هذان الطفلان المسكينان وكما رأيت حالتها.. فقدت بصرها... وعيب عليك أن تقول عمياء هكذا ببساطة..
يونغي انا لم أربيك لتصبح هكذا"

أنزل رأسه للأسفل وهمسَ مُتأسفاً

"أهلها لم يستقبلوها لأن لديها طفلان وكان شرطهم
أن تتخلى عن الطفلان لدار الأيتام
ولكن هي أم في النهاية لم تستطع ترك الطفلان
لذلك أنا جأت بها هنا معي لأنها كانت دوماً تهتم بي
وتخظر لي الطعام وتساعدني في أعمال المزرعة
وكم مرة أخذتني للطبيب.. ببساطة هي فتاة لم تتخلى
عن أي شخص يحتاج المساعدة.. ولكن من حولها جميعهم
تخلوا عنها وهي الآن وحيدة فقدت بصرها لا تستطيع العمل
ولا تمتلك عملاً او مورداً لتربية أطفالها.. لذلك يا يونغي
إن كنت فعلاً تحبني.. وتحترمني... تزوجها يا طفلي..
تزوجها وإبني معها عائلة وأعتبر هذان الطفلان طفلاك
هما وأمهما يحتاجونك "

غداًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن