شَرح الأبيات.

123 37 65
                                    

-

__

فَطِنتُ لِحِجٍى مُعَسعِسٍ لاذِعٍ، صَرَمَ هَواجِسي كَلَفحِ النَّخيلِ، حَبيسُ شأفٍ غُلُولٍ كَجُثَّةٍ، يَستَرِطُ الخَبايَا بِلا تَأويلٍ،
وأربَى التَبرُّمُ فيهِ باخِسًا، يناهِضُ كلَّ جُهمَةٍ رَامَت عَلى دَحَرِ فألِ جَناني، جَدَا الدَّنفُ سُقيا الضّنى ناخِسًا، بغُمّةٍ استَكبَلت عُقداتُ جَواني،

بحروفٍ أوضح =

وعيتُ لبصيرةٍ مُفجعةٍ ومؤلِمة، إذ عصَفت وضربَت عقلي كعَصفِ ورقِ النّخيلِ الهَواء، وهذه البَصيرة، سجينةٌ للفسادِ مُتعفّنةٌ، تلتهمُ عقلي بلا وقفٍ ولا تَفسير،
تزايدَ الحُزنُ بجسديَ -بسبب البَصيرة- يحتقرُني ويتلهّفُ لضمّ الظُّلمات التي تبتغي القَضاء على أملِ قلبي، وحزنتُ لدرجةٍ أمرضَتني، وشعرتُ أنَّ المرضَ يصبُّ سمّهُ عن قصدٍ في ريعانِ شبابي.

__

كَمُهجَتي مَا لَقِيَ الهَزيعُ حَانيًا، يَبتِرُني وَعَن سِوَايَ يُبالي، أتُرَاهَ قَد سَئمَني كَالوَرى، وَقَلُبَ وَدادَهُ مِن حَالٍ إلى حَالِ؟

بعدَ التّبسيط =

لن يجدَ الليلُ خليلًا مِثلي، فأنا أغدِقهُ بحُزنٍ وحديثٍ ليّن، وبرغمِ هذا يقطعُ وِصالي ويقسو عليّ، ولغيري هوَ هيّنٌ سلس،
هل ملَّ الليلُ من صداقَتي وتوقّفَ عن حُبّي مثلَ بقيّةِ النّاس، الذين شكوتُ لهُ منهم؟

__

يَرفِسُني كَضبعٍ جَائعٍ، وَمَا آويٌ بِإنسيَ إيّاهُ، يَرُدَّني كمُصفِرٍ مُعدَمٍ، وَلا يُذيقُني الشَّجَى بِحَنوٍ إلّاهُ،
أديمُ الأسوَديُّ وَشَّت شَفا الأباخِس، عَلى مِنوالِ بَلقَعٍ توَقّرُها لفافةُ الحَنادِس..

تُساوي =

يَرميني الليلُ في صحرائهِ كضبعٍ جائع، وليسَ لي مأوى سواهُ، فقد تخلّى عنّي البشر، وصرتُ فقيرًا معدمًا، يحزنُني الليلُ لكنّهُ صَديقي، أو كانَ كذلِك..
كتبَت أناملي اسميَ أديمُ الأسوديّ على وجهِ الصحراء، لألّا أنساهُ في وسطِ عباءةِ الظلام.

سِرياحُ المِنكَبَين.Where stories live. Discover now