سرياحُ المِنكَبَين.

121 36 76
                                    

-

فَطِنتُ لِحِجٍى مُعَسعِسٍ لاذِعٍ، صَرَمَ هَواجِسي كَلَفحِ النَّخيلِ، حَبيسُ شأفٍ غُلُولٍ كَجُثَّةٍ، يَستَرِطُ الخَبايَا بِلا تَأويلٍ،
وأربَى التَبرُّمُ فيهِ باخِسًا، يناهِضُ كلَّ جُهمَةٍ رَامَت عَلى دَحَرِ فألِ جَناني، جَدَا الدَّنفُ سُقيا الضّنى ناخِسًا، بغُمّةٍ استَكبَلت عُقداتُ جَواني،

كَمُهجَتي مَا لَقِيَ الهَزيعُ حَانيًا، يَبتِرُني وَعَن سِوَايَ يُبالي، أتُرَاهَ قَد سَئمَني كَالوَرى، وَقَلُبَ وَدادَهُ مِن حَالٍ إلى حَالِ؟

يَرفِسُني كَضبعٍ جَائعٍ، وَمَا آويٌ بِإنسيَ إيّاهُ، يَرُدَّني كمُصفِرٍ مُعدَمٍ، وَلا يُذيقُني الشَّجَى بِحَنوٍ إلّاهُ،
أديمُ الأسوَديُّ وَشَّت شَفا الأباخِس، عَلى مِنوالِ بَلقَعٍ توَقّرُها لفافةُ الحَنادِس..

أينَعَ ثمَريَ بمثلَبَةِ ما حَبَا إليهِ مآلي، أكارَ علَيَّ بُرثُنُ الخَلوَةِ يَسحجُ بَربَرٍ لِحاءَ آمالي، وأزيزُ صُدَاحيَ إن أكمَنَتهُ مَنينُ عِظاميَ، هزيزٌ لَغَطٌ ينسلُّ مِن جُحرَةِ الأزجالِ،

يَهْماءُ المُلغِزةُ آضَتْ نَدِيمَةُ الرّجُلِ الضَّامِر، أثيرةٌ أُسهِبَ لِعاجُها وَقتَ ما بَدَّدَني غُبابُ الكُثبانِ الغامِر،
حالَلتُها لَبِكَةٌ عَويصَةٌ، في صَريمِها مُغتَمّةٌ تَلطِمُني بأذرُعٍ مِن لظًى عَتيد، وَفي الطّيسلِ تسحُّ شَلْشَلٍ مِن زمهَرير وَصبٍ وَجيد..

بِكَنفِ تُربانِها هِمتُ أنقِّبُ عَن وادٍ أو صِنوِ طَريق،
لكِنّي انفَللتُ عندَ أوّلِ طامَّةٍ واندِثارِ طَيفِ صَديق،
سِرياحُ المِنكَبَينِ أديمُ عَقِلَتني البَيداء، خَفِيرٌ بكلَفِيَ ناطورٌ رَقيب،
مالَها بعدَ حُبّيَ لها تُغدِقُني العَناء؟
وأنا عَلى روحِها دَومًا حانيٌ حَسيب،

أكهَدَني وِقْرُ العَنتِ تَلبيحًا يا بَيداء، وصحتُ أُناصِبُ تَلبيَةً لسُؤاليَ في الفَضاء، أينَ الحِرزُ مِن عَقربٍ سَرَطني في الصّحراء؟

تلكَ البَواقي هَزيلةٌ يَرضُّها ترابُ ظنبوبِ ساقي، ضَامِرٌ أسوَديٌّ يَستَقويَ على أهيَفِ الأحجارِ، إلّا ذا العقربُ اندَسَّ في سَدَفةِ الليالي، عُضْرُوطٌ مَهِيبٌ وَخزَهُ ارقُد وفُكَّ وِثاقي!

جُلُّ القَوارعِ زرَأتني حينَ شَذَوتُ نَفسيَ بِطريرًا، ينجابُ ليَ الحِسُّ ماحِقًا أنّي قَارَفتُ جُرمًا كَبيرًا،
أنّى ليَ تَلمّسَ الإِبلالِ وكُلّيَ وَخِيمٌ آثِم؟
تاللّهِ إنّي جَانِيٌ ولِجُنحَتي الجَزاءُ الحاسِم..

هَذي هيَ قَدميَ مِسقامَةٌ عَليلَة، جِلفُ الشَّجى يُعانِقُ لحميَ غيرَ مُفارِق، مَهما قَطَرتُها نتَرًا تتَواكَلُ عَلى اليَبابِ كَليلة، ونُتوء طرَفيَ في الظّلامِ نجمًا بهيًّا يُبارِق،

سِرياحُ المِنكَبَين.Where stories live. Discover now