N° 1

2.9K 136 30
                                    

امراة في الخمسين من عمرها  تكنس ساحة المنزل وقد نال منها التعب لتضع المكنسة جانبا واضعة يدها على قلبها معتصرة عيونها بألم

" امي"
فتحت عيونها بسبب صوت ذلك الغرابي القادم يركض نحوها وهو يحمل ورقة نتائجه الدراسية

لتحاول الوقوف متظاهرة بالقوة امامه وقابلته بإبتسامة
" امي انتي بخير؟"

اردف الذي احتضنها وابتعد عنها واضعا يديه على كتفيها وينظر إليها بينما علامات القلق بادية على وجهه

" انا بخير عزيزي..ابشرني هل نجحت؟"
سألت والدته وهي تبتسم واضعة يدها على خد ابنها

ليومئ لها الاخر
رافعا الورقة امامها والابتسامة تزين وجهه

" لم انجح فقط امي ....بل انا تحصلت على نتائج ممتازة انظري"

امسكت والدته الورقة ناظرة اليها بتفاخر
" رغم انني لا اجيد القراءة او الكتابة لكنني واثقة من كلامك صغيري ... "

" امي انظري هنا وضع مدير الثانوية ملاحظة وقد كتب انني طالب ممتاز"
اردف وهو يضع سبابته على الورقة يشير الى مكان الملاحظة بإبتسامة

والدته " احسنت صغيري ...انا حقا سعيدة بذلك"

ثم انحنت إلى الارض ملتقطة المكنسة لتكمل عملها لكن الاخر اخذ من يدها المكنسة
" اذهبي لترتاحي سأكمل العمل انا"

لتمسك والدته يديه بين راحة يديها
" هذه اليدين خلقت للقلم والورقة يا ابني ..لا اريدها ان تخدش بسبب العمل القاسي ... لا اريد ان تصبح يديك مثل يدي"

ليرفع ابنها يديها ويقبلهما قائلا
" اجمل يدين هما يداك امي ...اريد ان اساعدك قليلا فقط ارجوكي ...أعدك لن تتسخ ثيابي"

ابتسمت والدته لتلتقط الورقة من يده
" دعني اتفاخر بنتائجك امام السيد بارك صغيري "

ليومئ لها الاخر قبل ان يقبل رأسها
لتذهب بخطوات صغيرة وفور استدارتها عادت ملامح الالم لترتسم على وجهها

اما الاخر فبدأ يكنس الارض
.
.
كان السيد بارك يتناول غذائه وبجانبه زوجته التي تقرا مجلة وتلتقط بين الحين والاخر كأس العصير ترتشف منه القليل ثم تعيده الى الطاولة

لتأتي حاملة ورقة نتائج ابنها والابتسامة تزين وجهها

" اووو يبدوا ان السيدة جيون تحمل لنا اخبارا سارة "
اردف السيد بارك وهو يبتسم لها
لتضع زوجته المجلة جانبا ناظرة اليها

You won't be my choice ¶لن تكون  اختياري ¶ VminkookOnde histórias criam vida. Descubra agora