الفصل الثالث
أقسى البُكاء ليسَ الذي يُداهِمنا قبلَ الكلامِ أو بعده، بل ذلك الذي يقطعُ أنفاسَنا ونحنُ في منتصفِ الكلامِ ويجبرنا على التّوقف."
- فيودور دوستويفسكي.
......................
تنهدت بعنفٍ قبل أن تهمس بترددٍ ظهر بعينيها:-بس أنا مش هقدر أذي "زين" يا "تيم"، إفهمني أرجوك.
وجدته يهب واقفًا لينظر لها شزرًا و هو يصرخ بإحتدامٍ:
-إنتِ فاكراه بيحبك، دة كان عايز يقتلك عشان فلوس أبوكي.
رمقته بإشمئزازٍ ثم تجاهلت ما قاله و هي تهمس بنبرة مرتجفة:
-أيًا كان، أنا لا عايزة أرجعله ولا حتي عايزة أنتقم منه، هو في طريق و أنا من طريق.
نظر لها بيأسٍ فمن الواضح إن الحديث معها سيكون بلا جدوي، لذا و بعد تفكير دام لعدة لحظات همس هو بإستفسارٍ:
-طب و عمك!؟
إلتمعت عيناها بذلك الوميض المرعب فإرتسم علي ثغره تلك الإبتسامة الخفية و هو يراقب رغبة الإنتقام التي شعر بنيرانها تتأجج يصدرها، و أكثر ما بث لقبله شعور الإطمئنان هو هتافها ب:
-مش هرحمه.
تنهدت و هي تنظر في عينيه مباشرةً قائلة بنبرة جليدية:
-المهم دلوقت، أنا المفروض هعمل إية؟
رمقها ببعض من القلق قبل أن يهمس بنبرة متوترة شبه واضحة:
-هفهمك.
_________________________________________
بعد مرور أسبوع.-هتمشي تروحي فين بس يا "خديجة".
قالتها "تيا" بضيقٍ ظهر علي وجهها ما إن علمت برغبة "خديجة" في مغادرة المنزل، فردت وقتها "خديجة" و هي تضع ملابسها بتلك الحقيبة الكبيرة:
-معادش لوجودي لازمة يا بنتي، خصوصًا بعد ما "هدير" إختفت.
وضعت كفها علي موضع قلبها لتتابع و العبرات تلتمع بعينيها:
-نفسي قلبي يتطمن عليها.
أومأت لها و هي تهمس بحيرة شديدة ظهرت بنبرتها المرتجفة:
-و أنا كمان، هتجنن نفسي أعرف راحت فين، كنت فاكرة إنها هتروح بيتها القديم لكنها مراحتش، أكتر حاجة محيراني هي عايشة إزاي دلوقت!؟....دي متعرفش حد غيرنا يا "خديجة".
![](https://img.wattpad.com/cover/276007236-288-k311121.jpg)
ESTÁS LEYENDO
إنتقام مبهم (الجزء الثاني من رواية للخوف قيود)
Romanceعاشت حياتها بين براثن وحوش لا يوجد هدف لديهم سوي التخلص منها، و أخيرًا إستطاعت الهروب و لكن ماذا إن عادت!؟...أهل ستعود ضعيفة كما كانت!؟...أم ستعود وحش كاسر لا مبتغي لديه سوي الإنتقام!؟ ................. إنتقام مبهم (الجزء الثاني من رواية للخوف قيود)...