الفصل العاشر

1K 41 0
                                    

الفصل العاشر

"مهما بلغت قوة شخصيتك، هناك شخصًا تضعف أمامه."

- جبران خليل جبران.

.......
جثى علي ركبتيه أمامها يتوسلها بعينيه، يهزها بلا توقف لعلها تستفيق، وكل ذلك وهو يلوم والده بقسوة من وسط عبراته الحارة التي لهبت كلا وجنتيه:

- لية يا بابا عملت كدة !؟... حرام عليك هي عمرها ما أذتك .

ثم تابع بصراخ هستيري وجسده يرتجف بعنفٍ أثار قلق "بدر" الذي راقبه بعينين خائفة:

- لية بتعمل كدة فيها وفيا؟

ظل يصرخ حتى جرح حلقه ليقع بعدها علي الأرضية غير مهتم لصراخ والده باسمه، فقط ظل يبكي كالطفل الصغير الذي فقد والدته، من يراه لا يقول إنه تجاوز السابعة والعشرين من عمره من فرط الانهيار الذي كان فيه!

صوب "بدر" نظراته المتوترة تجاه حارسه الشخصي الذي كان يتابع الموقف بعينين حائرة، ليصرخ وقتها بوجهه قائلا:

- إطلبلي دكتور حالًا.

هرول حارسه للخارج، بينما هو يقترب من ابنه الذي كان ينتحب بصوت ألم قلبه، ليجثو وقتها علي ركبتيه وهو يسحبه بين أحضانه، بينما الآخر كان في منتهى الاستسلام لكل شيء!

هدهد ابنه وكأنه طفل صغير قائلًا بنبرة ضعيفة كحالة ابنه:

- "زين"، فوق يا "زين"، هعملك اللي إنت عايزه بس فوق.

مرر كفه الغليظ علي وجنة ابنه ليجفف تلك الدموع قائلا بنبرة حنونة لم تظهر من قبل سوى لفلذة كبده:

- يا بني أنا عملت كل دة عشان أبعدك عنها، مش عايزك تحب.

ثم تابع بألمٍ وهو يبتلع تلك الغصة المريرة:

- ما أنا كنت زيك وحبيت زمان ، وأديك شوفت بقيت عامل إزاي .

انهمرت عبراته بقلة حيلة، وفجأة انتفض جسده بارتعادٍ عندما لاحظ اختفاء صوت "زين" الباكي، فصوب وقتها نظراته علي وجه ابنه، ليجد ملامحه خالية من التعابير، بالإضافة إلي صمته وعينيه التي أُغلقت بصورة ملحوظة ليفهم وقتها وبلا مجهود إنه فقد الوعي، فازدادت وقتها نبضات قلبه المذعورة، لتتسع حدقتاه بوجلٍ وهو يهز ابنه قائلًا بصوتٍ أجشٍ:

- "زين"، "زين" جرالك إية ؟

ثم تابع صارخًا بنبرة هزت أرجاء المكان:

إنتقام مبهم (الجزء الثاني من رواية للخوف قيود) Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ