البارت ٢٨

142 10 10
                                    


اقتربت الساعة من منتصف الليل انهينا سهرتنا في مزرعة العمري و عدنا بسيارتنا الى المنزل ابي كان صامتا و شارد الذهن طوال الطريق ، كنت انا و اخي نتبادل اطراف الحدين و النكات حتى وصلنا للمنزل فتح السائق باب السيارة و نزلنا دخلنا الى المنزل و تبادلنا تحيات المساء لنتوجه الى غرفنا للنوم بعد يوم حافل جدا ، لاحظت ان ابي توجه ناحية غرفة امي لكني لم اهتم لاني كنت اتوق للوسادة بشدة اخءت حماما سريعا و خلدت للنوم بسرعة
- في تلك الاثناء كان صبري يتوجه ناحية غرفتها كالمعتاد كان منهكا بالفعل متوترا جدا لقد كشف الكثير عن ابنته اليوم و من سوء الصدف انه كان في المكتبة و لشدة اتساعها لم يلاحظه نيرمين او حازم و لقد استمع و شاهد كلشيء لقد صدم و لكنه استمر في صمته كان يشعر ان كل ما حدث كان خطأه طفلته الصغيرة التي لم يعلم عنها الكثير كبرت و تعلمت كلشيء من غير علمه و ذلك الوغد الحقير كيف يتجرأ على لمسها لقد كان من الهين عليه قتله ساعتها لكنها تحبه هذا ما اكتشفه لذلك هدئ نفسه ليس حبيب ابنته فقط بل ابن رفيق عمره .. من غير ان يعلم وجد نفسه امام بابها تلك التي دمرت حياته و حرمته من اجمل حب قد عاشه .. دخل الى الغرفة كانت تتظاهر بالنوم نزع سترته و حذائه و جلس على السرير بجانبها اخرج تنهيدة عميقة ما مر به اليوم انهكه بالفعل كان يعلم انها مستيقظة لذلك تكلم
صبري : اليوم اكتشفت ان نرمين بتركب الخيل من ورانا
سمية :....
صبري :عارف انك صاحية دلوقتي
سمية : بس ازاي هي مش عندها فوبيا ده الخيل الي عندنا كلها بعناها عشانها
صبري : بطلتي تمثلي انك نايمة بالسرعة دي كويس هه
سمية : ماقولتيش جرى ايه كمان شكله في حاجات كتير حصلت
صبري : مش عاوز اتكلم
-نهضت سمية و نظرت ناحيته لتجده قربها على الجانب الاخر من السرير قلبها ينبض من السعادة حتى لو جاء لخنقها مرة اخرى هي لن تكتثر طالما هو بجانبها ،، لاحظت الحزن مسيطرا عليه علمت ان الامر ليس مجرد تغلب طفلتهما على رعبها من الخيل كان هناك شيء اخر ازعجه جدا لم تسأله و لكنها اقتربت منه اكثر قليلا قدمت يدها التي ترتجف ناحيته بتردد شديد استجمعت شجاعتها اخير و مسدت شعره بديها محاولة التخفيف عنه اغمض عينيه قليلا نزلت يدها الى خده تدريجيا كانت تتأمله بشغف حتى امسك يدها
سمية : هه
-جفلت من الصدمة
صبري : هو انت عايزة مني ايه
سمية : شكلك تعبان اوي كنت عاوزة اريحك بس
صبري : ههههه ، تريحني انت ازاي
- كان لا يزال يمسك يدها بقوة على الرغم من شده القوي و احمرار معصمها الى ان سعادتها بلغت حدها لانها على تماس معه و لو قليلا
ابتسم بلطف و اجابته
سمية : خلي راسك في حجري و هعملك مساج صدقني هيريحك اوي
صبري : ا ...
كان يتكلم و لكنها وضعت يدها الاخرى الطليقة على فمه و منعته من الكلام
سمية : شششش ، بلاش عند دلوقتي انت شكلك تعبان اوي اكيد في حاجة تانية غير قصة نيرمين مع الخيل تاعباك مش كدة مش عاوزاك تتكلم بس اهدى و سبني اريحك
-ابعدت يدها عن فمه ببطئ ، افلت معصمها في البداية تردد قليلا و لكنه اشارت الى حجرها قرر ان يتخلى عن حذره منها ليوم واحد فقط لقد كان منهكا جدا ولن يرفض اي وسيلة للراحة حتى لو كانت منها
وضع راسه على حجرها و اغمض عينيه قام بتدليك راسه بلطف بيديها البارعتين كانت تبتسم كالاطفال و هي تراه في حضنها مغمضا عينيه قلبه ينبض بشدة لم تمانع الموت حتى بعد هذه الليلة ، استمرت في تدليك رأسه ، لم يكن يصدق هذا و لكنه قد استرخى بشكل عجيب و كأن ما مر به لم يكن احس انه قد ولد من جديد ، بعد ان انتهت حاول النهوض من السرير للذهاب لغرفته و لكنها امسكته من كم قميصه
سمية : صبري
صبري : عاوزة ايه
سمية: معلش تنام جنبي الليلة دي بس و مش هطلب حاجة تاني منك طول عمري
كانت خائفة من ردت فعله و لكنها تشجعت لم تكترث حتى لو خنقها كالمرة السابقة حتى لو ماتت بيديه لا بل ستسعد لو ماتت و كان هو قاتلها و اخر من تراه ، لكنها تفاجئت بردة فعله عاد الى السرير و استلقى بجانبها و لم ينطق باي كلمة ، و لصدمتها فتح ذراعيه ليشير لها لتنام و في حضنه هذه اليلة لم تصدق عينيها و لم تتردد طويلا مخافة تغيير رأيه اسرعت و نامت بحضنه تطوقها ذراعاه قريبة جدا من قلبه لتسمع نبضه المنتظم و تشعر بانفسه تلفحها ، تشم رائحته التي عشقتها ، شعرت باحدى يديه تسمد شعرها لو كانت تحلم لما طلبت الاستيقاظ و لو كانت هذه اللحظات بعمرها كله لباعته و اشترتها كان هادئها جدا و لطيفا جدا اعطاها دفئه و لطفه حتى غفت بين يديه كأطفال لم تفارق الابتسامة وجهها و دمعة هاربة سقطة من جفنها من شدة سعادتها مسح الدمعة من على خدها غمرتها العاطفة للحظة من غير ان تدرك افاقت من غفوتها و قبلته في شفتيه بعمق حتى استعادت وعيها و عرفت غلطتها ارتجفت بين يديه كالقطة المبتلة هي لم تكن نائمة حقا و لم تكن واعية حقا لقد كانت اشبه بالثمل الذي طغت عليه نشوة الشراب ارادت المزيد ، لقد ارادته كله و ليس القليل من الدفئ الذي لن تحصل عليه مجددا لكنها خائفة الان و ترتجف منتظرة انفجار غضبه و لكنه عانقها بقوة اكبر و مسد على ظهرها بلطف حتى هدئت عرفت ان لن يؤذيها الان و لكن لن يعطيها اكثر من هذا قررت الاستسلام و ان لا تطمع بشيء اكثر من هذا فطمعها قادها حرفيا الى حتفها نامت تلك اليلة بين احضانه كما لم تنم من قبل ، حتى استفاقت في الصباح بمجرد فتحها لعينيها توقعت النتيجة لم يكن بجانبها لقد غادر عندما استغرقت هي في النوم اقترب من الوسادة التي نام عليها لا تزال رائحته عالقة فيها ابتسمت و عانقت الوسادة بقوة و الان لديها قرار اخر ان ماتت هي لن تراه و لكن ان بقية على قيد الحياة فستراه دوما امامها حتى لو كان مع امرأة اخرى لقد قررت الان بعد زواج ابنتهما ستطلب الطلاق و تطلب منه العثور عليها .. على محبوبته كل ما ترجوه منه ان تكون على قيد الحياة لتراه بين الحين و الاخر ..
على الرغم من انه الصباح لكنها عانقت وسادته و عادت للنوم من جديد و هي تستنشق عطره العالقة عليها تلك الليلة لن تنساها طوال عمرها
.. يتبع

قبره ملاذي Where stories live. Discover now