الفصل الحادى عشر... 1

210 28 7
                                    

فى البداية ظن أنه لم يسمع بشكلٍ صحيحٍ، أجل فأمرٌ كهذا غير معقولٍ، ما الذى يقوله هذا الرجل؟؟
استغرق بعض الوقت ليستفيق من صدمته، حتى تخيل الأمر ليس بهينٍ...

-هل أنتَ بخيرٍ يا بنى؟؟  قال الرجل ببعض الحيرة وهو يحدق فى ملامح يوسف التى اعتراها بعض الشحوب بفعل الصدمة...
-هل أنتَ متأكدٌ من التاريخ يا سيدى؟ ألا يمكن أن يكون هناك خطأ...
-أجل متأكد، خذ انظر بنفسكَ.... أدار الرجل الحاسوب باتجاه يوسف الذى ازداد شحوبه وهو يقرأ التاريخ المدون على الشاشة.... ماذا يعنى هذا الأمر؟

-انتظرنى قليلاً وسأحاول أن أحضرها لكَ بسرعةٍ... اجلس قليلاً فأنت تبدو متعباً...

ابتعد الرجل قليلاً تاركاً يوسف الذى القى بثقل جسده على الكرسى، يشعر أن عقله لا يعمل بشكلٍ صحيحٍ، وعلى ما يبدو فقد بقى على حالته هذه وقتاً طويلاً، فها هو ذا الرجل قد عاد إليه حاملاً الصورة الجديدة

-تفضل يا بنى...، أرجو أن تعجب صاحبها...
-أشكرك كثيراً يا عم...  قال له يوسف بامتنان وهو يضع بعض الأوراق النقدية على الطاولة....
ابتسم للرجل بلطفٍ ثم غادر المكان؛ حاملاً فى جعبته طرف خيط هذا اللغز الغريب الذى اكتشفه....
.......................................................

...فتحت مريم باب المنزل ببطءٍ ووضعت ما كانت تحمله أرضاً..، على ما يبدو أن فريدة قد عادت منذ وقتٍ فرائحة الطعام الزكية قد ملأت المكان..، انتعلت حذاءها المنزلى ثم دخلت إلى غرفة المعيشة؛ حيث كانت فريدة جالسةً أمام التلفاز تتناول بعض الحلوى..

-مساء الخير...  قالت مريم وهى تستلقى على الأريكة بإرهاقٍ واضحٍ...
-أنتِ ترهقين نفسكِ فى العمل كثيراً هذه الأيام...، لا تضغطى على نفسكِ إلى هذه الدرجة، لا تنسى أن لديكِ دراسةً أيضاً...
- لا تقلقى علىَ، أستطيع تدبر الأمر...  أرجعت ظهرها للوراء وخلعت النظارات التى صارت تؤلم عينيها من كثرة ارتدائها...

.... لحظاتٌ من السكون سادت حتى خرج صوت مريم الخافت: لم أستطع...
-لم أفهم.. قالت فريدة باهتمامٍ
-حاولت كثيراً الابتعاد عنه، ولكن... فى كل مرةٍ يفاجئنى بشىءٍ يجعلنى أضعف  وأتراجع عن قرارى، لماذا أصبح ضعيفةً هكذا تجاهه...؟

لم يستغرق الأمر وقتاً من فريدة لتكتشف هوية من تتحدث عنه صديقتها، أخذت تتطلع تعابير وجهها المبهمة التى لا تحمل تصريحاً واضحاً عما يدور بداخلها...

....تابعت مريم حديثها ذا الطابع الحزين: أخبرته عن حقيقة طفولتى وعائلتى المفقودة، أنا لم أتحدث عن هذا الأمر مع أحدٍ غيركِ، لماذا أخبرته؟...

-..إجابة أسئلتكِ يا عزيزتى أبسط مما تتصورين، لا تعقدى الأمور واسمعى صوت قلبكِ ولو لمرةٍ واحدة..
-لماذا لم أفهم ما تقصدينه؟؟

-طوال حياتى كنت أظن أن الأطباء أذكياء ولكنكِ خيبتِ ظنونى بجدارة... مريم عزيزتى لا داعى لأن تشغلى عقلكِ بشىءٍ غير الدراسة فهو لا يصلح إلا لهذا...
-لن أرد عليكِ، بالمناسبة، توقفى عن أكل الحلوى لن نجد ملابس تناسبكِ إذا تابعتِ الأكل بهذا المقدار..

مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"Where stories live. Discover now