{الفصل الثاني والاربعون- حدث في منتصف أيّارْ.}

182 6 17
                                    

#خدعتني_فتاة_الزمرد -4 .
**********
"أنتِ امرأةٌ ليسَتْ تُنسى، أنتِ الفَرحُ الآتي مِن أشياءِ الأنثَى، أنتِ القَمرُ الطَّالعُ مِن أعماقِ حَقيبَتِها، أنتِ الحَجَلُ النَّائمُ في طيَّاتِ ضَفيرَتِها، أنتِ السَّمَكُ الرَّاقِصُ فَوقَ مِياهِ أصابِعِها، أنتِ الأصلُ وكلُّ ذكورِ العَالمِ ليسوا فوقَ قَميصِكِ إلَّا زَغَبَا..!"

بعد ساعات من الانتظار..
في قصر العائلة.

تجلس تشرين في الصالة مع العائلة جميعها..منهم من يضحك..ومنهم من يستمع للاخر..ومنهم من يتكلم ومنهم..من يفكر بمن سلب لبه.
وكانت تشرين هي الاولى بينهم، فهي تفكر مرارا قلقة بما حصل ليتأخر ادم كل هذا الوقت.

ظل الحال على ما هو عليه الى ان رن الجرس..
نهضت كندة التي انهت امتحاناتها مؤخرا وفتحت الباب كعادتها كل مرة..

وبدت الصدمة حليفة موقفها..
فمن ذا الذي يشبه ابن عمها ادم والاخر اسر وايضا مراد وطارق بطريقة لا تصدق وكأنما هو قد جمع كل ملامحهم في وجهه مرة واحدة، وها هو يقف بصحبة جدها وادم امام باب القصر..ويحدق بها مبتسما بينما ادم مبتسم هو الاخر ودموعه تملئ مقلتيه؟!

نظر الجميع الى حيث تقف كنده عندما لاحظوا تأخرها وعدم اخبارها لهم بهوية الضيوف..فوجدوا حنان تقف فجأة وتهرول مسرعة الى حيث ذلك الرجل وتحضنه بشدة غير عابئة بما يقوله اي احد عنها..
بادلها هذا الرجل الحضن بينما الجميع يشاهدهم بأعين متوسعة..

وادم قد اتكئ على الباب وارجع رأسه الى الوراء واغمض عيناه بشدة كاتما دموعه..قبل ان يقترب منه ابيه ويعيده ليقف ويتزن وطبطب على ظهره بأبوة تمنى هو الشعور بها في كل ثانية من عمره..وضمه الى حضن امه وحضنه فحاوطهما ادم بكلتا يديه وبكى..بكى حقا دون ان يعبأ بأي من الاعين التي تشاهده في تعجب شديد..
ولكن تلك الاعين كانت تراقبه بمشاعر اخرى..مشاعر اطمئنان وفرحة لا تصدق..هي تعرف ابيه..نعم تعرفه..تعرفه جدا وتحبه كأبيها ايضا.
كانت فرحة له بدرجة كبيرة حتى انها التفت ونظرت لأمها ثم تهاوت فوق ذات الاريكة التي كانت تجلس فوقها ووضعت يدها فوق بطنها لتتحسسها بحنو بالغ وبكت..بكت كبكائه لا اقل او اكثر..وكأنما يبكي الاثنان بوتيرة واحدة..بنفس واحد..بقلب واحد..وبروح واحدة.

وبعد دقائق خفتت اصوات الشهقات المتتالية بعدما قبل ادم رأس والديه وتقدم منهم طارق فعانق اباه وشدد ابوه من احتضانه وابتسم بشدة وعاود النظر في اعين حبيبته الازلية وابتسم ايضا لها بدموعه الغالية عليها..فنظر ادم لطارق والدموع تغلف مبصرتيه وقال:
_انت اخويا يا طارق..اخويا بجد من غير اي تشويش..عمري ما كنت بحس ببعدك عني بنقطة دم وحدة..ومشى اليه ثم عانقه بشدة فبادله طارق حضنه وهمس في اذنه بابتسامة:
_في اتنين..حابين جدا يتعرفوا على اهلك..واحدة بتبصلك وبتعيط فرحانة عشان انت فرحان..والتاني بيستنى يكبر شوية عشان يخليك تعيط تاني كدا بسبب انه بقى بين ايديك..ايه رأيك تعرفهم عليهم؟

{ذكرى تشرين}Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora