قلب ضعيف

55 5 10
                                    

كان مستلقيًا على فراشه، عند دخول صديقه بثياب أنيقة مرتبه، صديقة الذي تربطه به علاقة حب ومودة كأنها أخوة، دخل ليقص عليه قصة كان قد اخفاها عنه، قصة سرقت وقته فلم ينجز اي عمل.
القصة أنه قد أحب فتاة، واليوم ذهب لخطبتها وقد تم الأمر، مما أسعده وأسعد صاحبه الآخر.
أما المشكلة أنه أهدر كل وقته ولم ينجز عمله الكثير الذي أوكل إليه.
لم يتبقى لتسليم الأوراق إلا ثلاثة أيام، فبدأ العمل مقاطعًا فرحه بخطبته، مع علمه التام أنه لن يستطيع إكمال الكم الهائل من العمل، فكان القلق يسري بعروقه، وهذا قد أقلق صاحبه أيضًا .
بدأت حالته تسوء باقتراب موعد تسليم العمل، فقد كان حريص على عمله، ولا يريد لمديره في العمل أن يشعر بتقصيره، وخاصة أنه كان يحسن إله.
ظلت حالته تتدهور، وظل صاحبه يقلق عليه أكثر فأكثر ، حتى وصل به الأمر للجنون!
نعم الجنون، وكان يظن أنهم سيجندونه في الجيش لتقصيره، انهار صديقه للحال الذي وصل إليه، وغيم الحزن في قلب مخطوبته، أما مديره في العمل كان قد حزن لحد البكاء رغم طباعه الصلبة التي بها الكثير من الجدية.
راح ضحية خوف من أمر ليس له قيمة، كان هذا ما قاله المدير قبل أن ينقل الشاب إلى مستشفى الأمراض العقلية.
#قلب_ضعيف
للكاتب فيودور  دوستويفسكي

 لمحـات روائيـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن