❤️2❤️

1.9K 132 71
                                    

بعد أسبوعين ...

كان جالسا بالمطبخ يتناول تلك الأقراص الثمانية التي يأكلها كل يوم و الغريب أنه لا يشعر بالجوع أو التعب أبدا ...

اعتدل بهدوء داخلا الغرفة التي خصصت له ليغلق بابها من الداخل و يفتح حقيبته متأملا صورته قبل أربع سنين ... لقد كان من الأفضل لو تم رميه في ميتم و عاش كالأيتام فعائلته لا تهتم به ...

نظر لابتسامته السعيدة و كعكة عيد ميلاده الثاني ليتنهد بحزن فهو لم يحصل على عيد ميلاد واحد منذ تبنياه ...

نظر إلى الثياب التي اشتراها له خاطفه ليبتسم فهي أفضل بمئات المرات من الثياب التي يحصل عليها من والديه ... حدق في المطر بالخارج ليبتسم بسعادة و يرفع بصره إلى السماء بأعين غارقة بالدموع قائلا "جِداني!! ... أبي ... أمي!"

ابتسم بحزن لرؤيته خاطفه يدخل الشقة فرحب به قائلا بحزن "مرحبا عم ديفيد!" ... ركض بعدها إلى غرفته ليتنهد الأكبر فهو لم يسامحه و سيضطر للقسوة عليه قريبا كي لا يحبسه و يتلقى تعليم سنته الأولى على الأقل ...

دخل الغرفة حيث توجد شظايا المرآة التي كسرها الصغير فنظر له ببرود قائلا "اذا لم تجمع الشظايا فورا ستعاقب! ... و أنت تعرف عقابي"

شهق الطفل برعب و ركض نحو المطبخ حاملا كيسا بلاستيكيا ليجمعها بيديه العاريتين متسببا لهما في خدوش و جراح كثيرة ليبتسم حالما انتهى من كنس البقايا و يخرج من الغرفة قائلا بصوت مرتعد "لـ لقد نـ نظفتها عم د ديفيد!"

أومأ له بهدوء و عاد لقراءة مستنداته الطبية ليسأله الصغير بتوتر "أ أيمكنني مشاهدة التلفاز؟؟ ... ليس به شيء قد يساعدني على الهرب صدقني!"

ابتسم الأكبر متذكرا شقاوة ابنه او ابن أخيه عندنا يعبثان أمام التلفاز ليعطيه جهاز التحكم قائلا بهدوء "ساعتان فقط ... سيكون علي استبدال ضمادات وجهك بعدها!"

أومأ له بهدوء مفكرا في أنه لن يتمكن من الهرب و ليس عليه المحاولة فهو لا يملك من يهرب إليه و هو واثق أن والديه لن يقلقا عليه حتى ...

اندمج مع الكرتون و كان يتفاعل مع المشاهد بكل حماس حتى شعر ببعض الألم في وجهه ليهز ذراع الذي يجاوره قائلا بألم "إ إنها تحرق كثيرا! ... سـ ساعدني من فضلك!"

أخذ الأكبر ينظف له وجهه بحذر بالمعقم و يستبدل له الضمادات قبل أن يسأله "هل تحب والديك؟؟"

أومأ الصغير نفيا بألم قبل أن يتحدث بصوت حزين "هما من لا يحبانني ... بل إنهما يريدان التخلص مني و كل يوم يعاملانني أقسى من اليوم الذي قبله كي أهرب و لكن ... باختطافك لي فهذا يعني أنني لن أعود لهما حتى لو حررتني فأولا أنا مشوه ... و ثانيا هما لا يريدانني و سيبلغان الشرطة بهربي من البيت فقط!"

مشوه || distortedWhere stories live. Discover now