يضع آخر قطعة ملابس على حقيبته ليخرج حقيبته الصغيرة التي بها تذكارات عائلته الحقيقية و ينظر لصورته و هو سعيد ... ابتسم بحزن و أعاد إغلاقها بالقفل الذي اشتراه سرا ليضحك على والده الذي دخل بعد وقوعه في مقلبه ...
أخرج منديلا مبللا و راح يمسح له وجهه بينما يستمر بالضحك على تعابيره السابقة قائلا "آسف على هذا حقا أبي ... تفضل هذه!!"
أعطاه كيس حلوى مستطردا "أعطته لنا المعلمة بالأمس و خفت أن تضربني اذا أكلت لذا ... أتمنى أن تعجبك!"
وضعها في جيبه و لاحظ حقيبته الصغيرة التي تم إيجاده فيها ليسأله "من أين لك بها جين؟؟!" ... احتضنها الفتى بخوف كبير و خاطبه "مـ من ماما و بابا ... قبل خطفي كنت سأذهب الى المخيم ... ارجوك لا تجبرني على ان أريك ما بها ... ليس فيها أبدا ما قد يساعدني على الهرب ... فقط أواسي نفسي بها!"
تنهد و تركه يفعل ما يشاء فهو مجرد طفل و لا بد أن بها بعض الألعاب ووصورا لكرتونه المفضل ... بينما ابتسم الصغير مفكرا 'لا يمكنني اخباره أنني متبنى لأنه لن يهتم لأمري بعدها و لن يعالجني'
ركبا السيارة معا ليسأل الصغير بفضول "إلى أين نحن ذاهبون أبي؟؟!" ... ابتسم المعني قائلا "الى قرية صغيرة كي أبقيك هناك و أركز على أعمالي!!"
حدق في المناظر من النافذة بهدوء فهو قد فهم أن الشهرين انتهيا و سيتم حبسه مجددا ... لم يهتم لذلك كثيرا فهو قد حضي بمعاملة دافئة لفترة من الوقت و هذا أكثر من كاف له ...
مرت الساعات بهدوء شديد لييتسم ديفيد مراقبا الصغير النائم و هو متعب ليتوقف عن القيادة و يحمله نحو المقعد الخلفي كي يتمدد ثم يغطيه ...
دخل المركز التجاري ليفكر في أنه سيحب ذلك لذا أيقظه ليضحك على عبوسه و يساعده في غسل وجهه قائلا "هيا هيا أيها الكسول!! ... كنت سأشتري لك الألعاب لكنني فكرت أنه من الأفضل أن تختارها بنفسك!"
ابتسم بحماس و ذهبت كل ذرة نعاس يحملها ليركض إلى الداخل صائحا بسعادة "هيا أبي!!"
اشترى له كل ما رغب به لينظر الفتى إلى رف الأطعمة فيتنهد و يذهب إلى ركن القرطاسية ليشتري لنفسه الكثير قائلا "قلت أنني سأبقى لمدة طويلة لذلك علي أخذ كل ما أحتاجه!"
لم يمنع الأكبر نفسه من الضحك على حماسه ليحمله محتضنا إياه ثم ينزله قائلا بابتسامة "سأعلمك حول الأدوية في القرية ما رأيك؟؟!!"
لمعت عينا فضي الشعر من الحماس ليشتري معدات أطفال للعب بالمحاليل فيما استدرك الأب نفسه مفكرا في أين سيضعها ...
KAMU SEDANG MEMBACA
مشوه || distorted
Pertualanganأن تنفصل عن والديك في عمر مبكر لا يسمح لأي منكما بتذكر الآخر هو أمر مؤلم ... لكن الأشد إيلاما هو أن تتعرض للأذى منهما لحماية ذكراك
