الفصل السادس

6.7K 308 18
                                    

هل اختبرت يوما شعور أن تعيش كالمغفل داخل كذبة كبيرة كنت تصدقها كالأحمق؟!

اليوم ولأول مرة في حياته يختبر المعنى الحقيقي للصدمة فعلى الرغم من أنه مر في حياته بكثير من التجارب القاسية والتي تركت أثراً قوية في شخصيته لا يمكنه محوه أو تجاهله بسهولة إلا أنه لم يمر بتجربة كهذه قط.

حدق فارس بكاميليا بنظرات مضطربة وهو يشعر أن قلبه سيتوقف عن النبض ... أشار بسبابته نحوها واستجمع الكلمات بصعوبة وأردف باستنكار وهو لا يزال تحت تأثير حالة الذهول فالصدمة التي تلقاها لم تكن هينة بل كانت من العيار الثقيل:

-"أنتِ والدة سلمى؟!"

رمقته كاميليا بجمود ولم تجب فالتفت إلى سلمى وسألها بحدة:

-"هل هذه هي والدتك التي كنت تتكلمين كثيرا عنها؟"

هزت سلمى رأسها بموافقة وهي تستنكر حدته في الحديث فهو لا يحق له أن يكلمها بهذا الأسلوب وشعرت بالريبة فيبدو لها أنه يعرف والدتها وهذا الشيء أزعجها كثيرا ... رمقته بضيق وهي تجيب بإيجاز فهي لا تريد البقاء في المستشفى والاسترسال معه في الحديث:

-"أجل هذه هي والدتي".

ثم أضافت باستنكار وضيق من طريقته المتعجرفة في نبرة صوته:

-"والآن ماذا تريد منا؟ ولمَ تنظر إلى أمي هكذا وكأنك تعرفها من قبل؟!"

وكأنه!! مسكينة أنتِ يا سلمى فوالدتك كانت عروسه وكادت تصبح زوجته ولكنها هربت وتركته يواجه العار وألسنة الناس التي لا ترحم.

لاحظ شحوب وجه كاميليا والقلق الذي ظهر بوضوح على ملامحها فابتسم بمكر وهو يمد يده لمصافحتها:

-"تشرفت برؤيتك مدام ...".

قاطعته وهي تمد يدها تجاريه فيما يفعله كي لا يفضح فعلتها أمام ابنتها التي تعتبرها قدوة بالنسبة لها:

-"كاميليا ... اسمي كاميليا".

كانت "كاميليا" تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها فقد حدث ما كانت تخشاه طوال السنوات الماضية.

صدع رنين هاتف سلمى فانشغلت بالرد عليه وتركتهما بمفردهما ليميل فارس على أذن كاميليا هامساً بمكر ممزوج بالسخرية:

-"وأخيرا عدتِ أيتها العروس الهاربة ... مر وقت طويل حتى ظننت أنني لن أقابلك مرة أخرى ولكن انظري إلى مشيئة القدر التي جعلتكِ تعودين إليَّ حتى أنتقم منك وأثأر لكرامتي التي أهدرتها".

ينتقم منها!! كبحت بصعوبة ضحكة كانت ستخرج من بين شفتيها ورمقته باستخفاف وتهكم.

من يظن نفسه هذا الحذق حتى يهددها؟! هي امرأة تحدت أعمامها ووقفت في وجه الجميع عندما أرادوا أخذ ابنتها بعدما رفضت أن يزوجوها من جابر غصبا.

لا تعشقني كثيراOù les histoires vivent. Découvrez maintenant