4-

821 50 9
                                    

اسبوعين انقضيا و الوضع لم يزدد الا تأزما

الموجه العاصفة بإزدياد الأسعار و اختفاء بعض السلع الأساسية عن السوق كانت قد بثت الخوف و القلق بقلوب الجميع تزعزع امانهم

المضاربات بين التجار ، و بالخصوص تجار العملة مع مجارات السوق الأسود للبنك المركزي قد زاد الوضع حدة على ماهو عليه

تردي الحال سرعان ما بان تأثيره على الطبقة العامله و الفقيرة تسن انيابها لإفتراسهم دون رأفه ، الفزع قد ساد الدولة بأكملها لذاك التغير المفجع

البؤس قد اعتلى ملمح البعض حتى يظن الناظر ان دهور من الخراب صاحبتهم ليس كأنها اسبوعان

البعض استغل تلك الأزمة لأرباح مضاعفه دون مراعاة ان طبقة كامله تسحق تحت سطوة جشعهم

..

انفاسها بتثاقل تسربت من شفاهها و غمامة هم حلت بها تخفي شروق روحها خلف ظلمتها ، كئابة تلبست ملمحها و بؤس كسى عيناها ، تلك التطورات لم تكن بمنئ عنها بل غاصت وسط تلاطم امواجها

دخلت المقهى بهدوء تعيد روتينها المعتاد ، ارتدت مئزرها تزاول عملها بعد القاء التحية بهمس بالكاد تتضح احرفه ، جهد بذلته اكثر لتجنب ايا مما قد يتسبب بسلب مصدر رزقها الوحيد فتصبح ضحية فقر ينهش يُتم روحها

خوفها من ذاك تسبب بإرهاق كاهلها لبذلها جهد مضاعف خصوصا بعد اضافة عامل جديد بالمقهى و بذاتها تسائلت أنى لمالكه المخاطره بزيادة عدد العمال و تكلف المزيد من المصاريف بالوضع الراهن و شدة تدهوره

سرعان ما طردت كل ماغزا عقلها من فكر ترمي به بعيدا عن ذهنها تركز على مايقبع بين كفيها من طلبات ، ساعات العمل تتالت لتنتهي من دوامها اخيرا تتنفس بقليل من الراحه لإنقضاء يوم اخر من حياتها بذات التسلسل

ابتسامه صغيره اعتلت شفتاها لتحصلها على راتبها وقليلا من الهم انزاح عن كاهلها ، لن تضطر للقلق على إجار شقتها و احتياجاتها لهذا الشهر

صباحا استيقظت ببصيص امل ان يتغير ما غدا عليه الحال منذ بضعة ايام ، قضت نهارها مابين ترتيب شقتها و تنظيفها ، ما إن انتهت بدلت ثيابها وخرجت تتمشى قليلا تطرد تلك الرتابة من عليها تضفي بعض الحيوية لروحها المنهكه

اتجهت حيث الحديقة العامة متخذتا من ركن قصي مجلسا لها بعيد عن التجمعات البشريه ، استلت هاتفها من جيب بنطالها تتصل برفيقتها علها تنضم اليها فتتحصل على قليل من المرح برفقتها متخذتا منها انيسا لوحدتها

اسكوبارWhere stories live. Discover now