الحلقة الثامنة

15.7K 154 11
                                    

لا اعلم اي شيء وما الذي حدث لي؟!
 
ها انا افتح عيناي ببطء لازال الضّباب يُغطي عيوني .. ارى شخصاً يتحرك .. ارمش اشعر بأن هناك ماء على وجهي .. افتح عيناي الى ان بدأت ارى بوضوح رويداً رويداً الى ان رأيتُ بثينة في يدها قارورة المياه خاصتي !! وتقوم بإيقاظي بها وهي خائفة ترتعش وتبكي ..
 
ليتكم تَرون لهفتها وخوفها علي .. اهً كم أحبك .. ثم نظرتُ لها وبصعوبة قلتُ؛ مع السّعال الذي لا يُفارقني : ما الذي حدث؟!
 
ردت وهي مرتعدة وفرحتُ عندما استيقظت وامسكت بي رأسي و رفعته قليلاً : لا اعلم انت اخبرني ما بك ؟!
 
ثم اخذت قارورة المياه وقامت بإشرابي القليل .. شَربتُ المِياه بَعد ما انتهيتُ سعلت !! هنا خافت اكتر عَلي وقالت بِعيون المَها الباكية : صفوان ما بِك ؟! حالتك لا تسر ؟!
 
فأجبتها بحروف مُتقطعة ودهشة في الكلام وصعوبة في اللفظ : لا شيء فقط اشعر بالقليل من الدّوار هذا كُل مَا فِي الأمر.. لا تقلقي علي !! هلّ اسْتطعتِ مساعدتي لكي اصعد الى المنزل ؟!
 
نهضت بثينة و قامت برفعي بكل قوة وهي تبكي ثُم وضعت يدي ملتفة على رأسها وبدأتُ بالمشي مُستنداً عَليها وانَا أُقَاومْ بِصُعوبة..
 
الى ان وصلنا الى السّلم .. وضعتُ اولى اقدامي على السلم مع ذاك الألم .. وصعدتُ ببطء الى ان وصلتُ وكان الأمر صعباً ..
 
وسقطتُ تلقائياً في مكاني .. بعد قليل لحقت بي بثينة بذعر وجلست بجانبي خائفة علي لوهلة ظننتُ بأنها ضاعت مني ولكن الأن فالأمل يعود .. رُغم المي وما امر فيه من صعوبات .. نظرتُ إليها وثغرِ تبسم ببطء ..
 
فقلتُ لها تعباً : عودِ الى المدينة فالوضعُ خطير وانتِ ستزدين الأمر سوءً هكذَا !!
 
فردت والدموع تنهمر : كيف سأتركك وانت بهذه الحالة؟!  
فقلتُ لها : لا تخافين علي ان شاء الله سأكون بِخير انتِ فقط لا تتعبي هاتان العينان والله حزنهما اشدُ علي مما انا فيه !!
 
فابتسمت والدموع تنهمر، أ تعرفون عندما شخصاً يبكي وحزين وفجأة يبتسم وتبقى الدموع تنهمر هذه تفاصيل وجهُ بثينة الأن وقالت : حسناً .. ولكن
أ تعدني؟!
 

بما سأعدها يا تُرى بعد كلُ ما حدث !!...

فقلتُ لها : بما سأعِدكْ ؟!
فردت بحرقة: كُن بِخير !!
 
قُمتُ بهز رأسي موافقاً فأنًي لن اعد املك طاقة لِلْكلام ...
 
ابتسمت في وجهي ثم استدارت مُغادرة .. وعندما ادارت وجهها تُريد المغادرة امسكتُ بيدها لإيقافها هلعت والتفتت قائلة : ها ؟!
 
فابتسمتُ وانا اسعل وقلتُ لها : بثينة شكراً لك ! واعدك سأصلح ما فعلته ..
 
هنا خافت وقالت برهبة : لن تفعل شيء جنوني اخر صحيح ؟!
فأجبتها : لا تخافي واعتني بنفسك جيداً .. هيا اذهبي !..
 
ابتسمت ووضعت يدها فوق يدي وهزت رأسها الى الأعلى والأسفل ثم نهضت والتفتت لكي تنزل رويداً رويد على السلم .. وعندما نزلت درجات وبقى رأسها فقط ينظر لي ابتسمت لي وتلك الابتسامة زودتني بالطاقة وانعشتٍ قلبي وشرحت صدري وهبَّ بها فؤادي ..
 
ثم نزلت و اختفت عن انظاري وبعد ثواني لم اسمع سوى صوت اقدام ليزا وهي راحلة من هنا ...
 
بقيتُ بألم رأسي اتناول الخبز الذي القديم الذي بجانبي .. وانام متقطعاً هكذا الى اليوم التالي ...
 
 
 
في فجر اليوم التالي...
 
هَا انا استيقظ ببطء .. وعندما فتحتُ عيناي شعرتُ بدوار خفيف .. يبْدوا بأنني تحسنت !!
رفعتُ نفسي ببطء الى ان جلست وهناك بعض الالمْ ولكن حمداً لله لقد خَفْ ..
 
ثم نهضتُ واقفاً وبدأتُ اتقَدم ببطء نحو السّلم والضوء لم يبزغ بعد !! نزلتُ الى الأسفل .. والأن بدأت افكر بفعلتي .. وكيف سأوجهها ورأيتُ بعض الصّواب في حديثُ بثينة .. ولكن اقسمُ ان لم اقتله السبت لقتلته اليوم او غداً !! فأني قتلته غيلةً وحقد .. ولكن ان اندلعت الحرب هل سأبقى هنا هارباً وفاراً وغيري يتحمل فعلتِي !!  لا وبحق الربِ السماءِ لا ليس صفوان من يفعل هذا على الأقل !!..
 
حتى ان ادّى ذَلك لتسليم نفسي لهم !! وقد يكون هذا الحلُ الوحيد !!
 
جلستُ مُتكئاً علَى الشّجرة بأفكاري هذه لا اعلم ما سَيصِرْ عليه الأمر انتظر طلوع الشمس ..  مِن الأفضل ان اصنع المزيد من السّهام لا اعلم ما قد يحدث فجأةً ...
 
 
نهضتُ من مكاني وبدأتّ بجمع الأغصان وصُنع السهام.. وطلعت الشمس ... انتظر ما سيحدث من تحتِ رأسي ! صنعتُ العديد من السّهام  وعندما كدتُ ان انتهي وانا اربط رأس احد السّهام .. سمعتُ صوت اقدام بعيدة منّي بسرعة رفعتّ رأسي ناحية الصوت بهلع وخوف محدقاً .. حذفتُ السهم تحتِ وركضتُ ناحية الصوت اريد ان ارى ما يحدث هنا وما سرُ هذا الصوت .. وفجأة توقفت والتفتُ عائداً مُتذكراً ..
 
وركضتُ الى منزل الشجرة ... صعدت وانا اركض حتى الدّوار نسيتُ امره .. اخذتُ القوس الذي به استعدتُ كرامتي .. ارتديته على ظهري .. ثم نزلتُ مرة اخرى .. ادعوا الله ان يكون خيراً .. ثم ذهبتُ ناحية السّهام فتحتُ يدي ورفعتُ مجموعة دون ان احسب .. وركضتُ بين الأشجار اتخطى الاغصان والحيوانات وانا اركض مرتعداً .. ما سرُ الصوت يا ترى !! ولا شيء في ذهني سوى الخوف على صاحبة عيون المها وامي وبعض الاحباب والأبرياء.. اركض واردد لن تدفعوا ثمن فعلتِ لن تدفعوه ..
 

مملكة الحب |+18Where stories live. Discover now