الحلقة السادسة عشر

6.5K 101 6
                                    

قَبلَ ان تبدأ اضغط هنا "تَابع" 👈 SaFwAnALB

✪✪✪

جَلسْنا فِي مُنتصف المَنزِل ، تحَدثنَا انا وَ والدي قَليلاً ، الَى انْ اتَتْ وَالدتِي مَع حسَاء الدّجَاج تنَاولنَا ، كَم كَان لذِيذاً .. تنَاولتُ كَشخص لهُ ايْام لم يَتناول شَيئاً .. بَعد مَا انتَهينا وبَدأت امّي بِرفع الطُعام البَاقي ، نَظرتُ لوالدِي وقُلتُ له : اريدُ ان اسألك يا والدي ؟!
 
نظرَ لي و ردَّ : قُل يا بُني ؟!
 
فَقلتُ له مُبتسماً : مَا مَعنى ان يبحثْ الشّخص عنْ نفسه ؟!
 
اسْتغربَ والدِي مِن سؤالي هَذا و اجاب قائلاً : مَا الذّي خطرَ عليكَ الأن ؟!
 
ابْتسمتُ واردتُ ان اطمئنهُ : لا شَيء يَا والدِي فَقط سَمِعتُ شَخصاً يَقول هَذا الكَلام ؟! وجَذَبني هَذا ودَعَاني لِلْتسَاؤل ؟!
 
فأجاَب : هوَ ان تضع الأعْذار عمّا حَولك ولا تَسأل نفسك ؟! هوَ تنظر الى نَفسك وترى عيُوبك ؟! هُو ان ترى الخطأ وتُصلحه ؟!
 
قمتُ بهز رأسي ولكنّي لازلتُ اجْهل الإجابة .. بَقيتُ قليلاً ثم نهضتُ قائلاً : عن اذنك يا والدي لقد تأخرت!؟
فرد مبتسماً : مع السلامة...

غادرتُ المنزل وتَركتُ والداي قلِقان مِن حَالتي الغَريبة .. امْتَطيتُ سَراب وانا مُحتار .. اعْطيتُ الأمل لعَائشة و ابتعدتْ عنّي بُثينة ؟!
 
بَدأتُ بِالمَشي فِي هَذهِ المَدينة .. دَاخلي ثَورَان وضِيق .. لا اعْلم مَاذا افْعل ! ، والسّؤال الأكْثر تدَاولاً؛ هل انْتهت قِصتُنا ؟! ، مِن الأفٰضل ان انَام قلِيلاً قَد ارتَاح ..
 
ضَربتُ سراب بقدمي .. و ذَهبتُ لِأكثر مَكان يُريحني .. الغابة ..
 
غَادرتُ المَدينة مُسْرِعاً مُتجهاً نَحْوَ الغَابة ... وصلتُ الى مَنزِل الشّجرة العَزيز ...
 
قُمتُ بربط سَراب .. وصَعدتُ الى مَنزل الشّجرة .. خَلعتُ سَيفي بِغمده وحذفته بجانب فِرَاشي .. ثُم خلعتُ ومعطفي .. واستلقيتُ على الفِراش ..
 
هَا نحنُ فِي مُنتصف شهرِ اكْتوبر .. الجَو بَارد والغُيوم السّوداء بَدأتْ بالتّجَمع .. اخْذتُ الرِّدَاء مِن جَانِبِي وقمتُ بِتَغطية نَفسي .. ولكن كَيف سَأبحث عنْ نَفسي يَا صَاحِبة عُيون المَها .. هَا انَا اتنهد مِن عَلاقَتِنَا المُعقّدة .. وكُلما تَذكرتُ عائشة وخَلوتنَا ودُخولِنا للغُرفة ازداد قُبحاً ، حتّى لو رَضيت بُثينة كَيف سَأرضى انا بعْد ان خُنتها ! اللعنة صَفوان اللعنة ..
 
بَقيتُ هكذا بأفْكاري الى ان غَفوتْ دُون ان اشعر ...
 

فِي صبَاح اليَوم التّالي ..
 

شَعرتُ بِالبرد الشّديد وأُصبت بالقُشعريرة .. لأفتح عَيناي مُستيْقظَاً وارى المَطر القَوِي والسّماء سَوداء .. والرّياح سريعة ... وكَأننا فِي مُنتصف دِيسمبر .. الأجٰواء شِتوية .. نهضتُ واخَذتُ مِعطفي و ارتَديته وانا اضَع يَد فوق الأخرى من شِدّة البَرد .. سُبحان مُغير الأحْوال .. وقفْتُ عَلى الحَافة بِجانب السّلم وانَا انظر الى الخارج .. اشَاهد المطر والرّياح التِي تكاد ان تُسقط الأشجار من قُوتِها .. عسَى ان تكُون خيراً ...
 
وقفتُ قائلاً بِحُزن : هُبِ أيتُها الرّياح وازيلِ من داخِلنا الأحْقاد .. هُبِ أيتُها الرياح وخذِ قلبي الى بثينة.. انهمرِ ايتُها الأمطار الى ان ترضى بثينة .. اشتدِ ايتها العاصفة ودمرِ كل عائق يقف بينِ وبين بُثينة ...
 
اخَذتُ سَيفي و وضعته في مكَانه .. وارتَديتُ حِذائي .. ونَزلتُ كَالمَجنون فِي هَذا الطقس .. ذهبتُ الى سراب.. ارى امامي بِصعوبة .. لقد تبللتْ .. وقفتُ امامَ سَراب المُبلل ومَسحتُ بيدي عليه وقلتُ : اعتذر يا سراب لقد تركتُك هنا في هذهِ الأجواء .. وامتطيته بصعوبة لأنه مبللاً .. وانْطلقتُ بِسرعة .. بِالكَاد نَستَطيع النّظر امَامنا و ايضاً سراب يرْكض بِصعوبة .. الى ان وصلتُ الى طريق المَدينة .. النّاس يَركضون ايْديهم فَوق رُؤوسهم ... اتّجهتُ نحْو المدينة .. ودخلتُها ..
 
الدكَاكِين المكْشوفة تُغلق .. والسّكان يَركضون متفاجئين .. وانا لا اعلَم الى اين اذهب فوق سراب .. تبللتُ تماماً واظنُّ بأني سَأمرض.. هل اذهب الى عائشة ؟!  ولكن هذه الأجواء ستزيد الأمر سوءً .. احترتُ في امرِ ...
 
الأمطار تزداد لا حل سوى ان اذهب الى عائشة فأمي ستخاف علي وانا مُبلل هَكَذا .. لا خِيار اخر .. و ادعُوا الله ان لا اقع فِي مِصيدتُها ..
 
ضربتُ سراب ضربتين مع صرخة : ياع ..
 
هانا اقترب مِن حَي الفقرَاء واقتربْ مِن المَكان الذِي سُلب فيهِ شَرفِي ..
 
وصلتُ الى حَي الفقَراء وضعتُ سَراب تحت شجرة ونزلتُ من عَلى ظَهره قَائلاً : اسِف يا صَديقي ولكِن انتظرني قليلاً ..
 
تَوجهتُ نحو الباب .. طَرقته وانا خَائف .. الَى انْ فَتحت الباب .. عِندما رأتني ابتَسمت وخَافت عَلي فأمسَكتْ بيدي وسحبتني الى الدّاخل قائلة : صفوان هل جُننت ؟!
 
ادخلتني واغلقت الباب خلفنا.. وبدأت بتوبيخي : ستمرض الأن؟! يجب ان تُغير ثيابك ؟!
 
لهفتها عليّ  احزَنتني .. بِسُرعة ذَهبت وجَلبت قِطعة قُماش وبدأت تمْسح المِياه من على رأسي وَ وجهِي .. و انا اكَاد ان اتجَمد .. كَانت مُتسرعة من لهفتها عليَ .. كانتْ ستَذهب الى مكَان ما .. ولكنّي امسكتُ بيدِها .. لتقِف تنْظر لِي بإستغراب فقلتُ لها وانا ارتعش وقد و بدأتُ بالعطس : انتظرِ قليلاً ..
 
لترد : ماذا ؟!
 
فقلتُ لها بوجهً جاف وعابس : يجب ان نتحدث !..
 
قلقت وقالت بتوتر : خيراً ؟!.. تعال لنجلس ...
 
جَلسنا عَلى الأرضْ فِي المَكان الذِي بدَأتٰ مِنهُ الكَارثَة .. تَمسك بيدي وتنظِر لعيناي .. فقَالت ونَظراتِها حَزينة : خَيراً حبيبي ما الأمر ..
 
همْ.. اصبحتُ حبيبها بسرعة اللعنة ..
 
اجبتها وانا خائف من رَدة فِعلها فقلتُ : عائشة اريدُ منكُ ان تفهمينني جيداً ؟!
 
ازدادتْ قلقاً وتوتراً وقالتْ : قدَمَاي لمٰ يعد بوِسعِهُما حملي .. تكلم ارجوك !
 
فقلتُ وانا خَجل من النظر لعينيها : بثينة ، اقصد عائشة، انا اعتذر على ما حَدث البَارحة! وكأنّي كنتُ ثملاً لم اعي ما فعلتُه ، انا كنتُ اراكِ كأختً جميلة ، ولكِن كلامك وجمالك ومَسكك ليدي ادّى لتغلغل الشّيطان بيننا وحدث ما حدث ! ولكن انا لا اراكِ إلا اختً ولا اريد منكِ ان تَحزني ولا تغضبِ ، ما رأيك ان ننسى ما حدث ونعود كما كُنا ؟!
 
الى ان انتهيت غرقت في البُكاء وردت وهي تبكي بحرقة : لِمَ اعطيتني الأمل اذاً لِمَ !؟
 
فأجبتها بحزن : قلتُ لك مَا حدث !؟
 
تبكي بِحُرقة وكَأني خربتُ عليها التّمتع بالأمْطار وصَوت الرًياح ! كنتُ اريد التًهوين لذى قربتُ يدي على شعرها وبدأت بالمسح عليه .. ارجعت رأسها الى الخلف وهي قائلة : ابتعد عني ابتعد !!
 
اللعنة على افعالك صفوان اللعنة !!
 
فقلتُ لها : انتِ امَانة تيم وانا اتعذب كل يوم لأنّي فعلتُ معك هذا !! وغيرَ ذلك بِسببك احزنتُ الشخص الذِي يُعادل الرّوح ..
 
فقالت وكأنّي اجهزتُ عليها : تأخذ من جسدِ ما تُريد ثم تقول خَطأ ! اللعنة عليك اللعنة ، اذهَب مِن هنا ولا تأتي مجدداً ! قلتُ لِنفسي تَحصلتُ رجلاً بدلاً من تيم ولكنّي اخطأت وتحصلتُ على مجرد ذكر، ذكر لعين !! اذهب ..
 
هي الأن غاضبة لذَى نَهضتُ مع صوتُ الرّعد ذاك .. وغادرتُ غاضباً من كلاَمِها المؤلم وحزيناً عليها .. ولكن ما ذنبِي ان كان جسدك للفُرجة ..
 
فتحتُ الباب بكل قوة .. واغلقته وكاد ان يسقط .. الأمطار ازدادتُ والرّياح ايضاً .. وقَفتُ في مُنتصف الشّارع وانا انظر الى المطر فاتحاً يداي والسيف على خصري والدّمُوع تنهمر مَع الأمطار وقلتً باكياً : يا رب ساعدني يا رب ...
 
الى ان سمِعت منْ نافذة احدى المنَازل التي خلفي : بُني، بُني.. تعاَل الى هنا ستمرض ..
 
لألتفتْ وارى تلك الخالة العَجوز .. قَد يكون الحل الوحِيد! .. ذَهبتُ الى منزل الخالة مُنكسر الخاطر حزين بخيبة .. وقفتُ امام الباب الى ان فتحت وهي تضع على رأسها غطاء من البرد ..
 
ادخلتني واغلقت البَاب .. ثَم جلسنا على الأرض وبجَانبنا صِحن صغير بدَاخله حطَب ونار صَغيرة للتدفئة .. وكان هُناك طِفلاً صغير وكَأنه فِي السّادسَة او السّابعة مِن العُمر.. وايضَاً رجلاً مُسن متغطي ومستلقي وكأنه مريض.. وذَهبتْ الخَالة الى المطبخ وبقيتُ مبتلاً بجَانب الطّفل والرجل ..
 
نظرتُ الى العَم مُبتسماً : زال البأس يا عمْ ...
 
هزّ براسه واصدر صوتاً وكأنه يحاول الرد : ها ببها..
 
وهكذا كلمات غير مفهومة .. وضَعتُ يدي على يده وقلتُ  : لا تتعب نفسك يا عم ارتح !
 
ثم نظرتُ الى الصّبي قائلاً : تعَال الى هنَا يا بطل ..
 
اقبلَ نحوي الصّبي قَمتُ بمدِ يدي للمُصافحة قائلاً : مَا اسمك ؟!
في البداية خجل لم يرد .. وعنْدما كَررتُ السّؤال مد يده وقال : تيم !..
 
هنا تغيرت ملامح وجهِي  المُبتسمة الى حزينة .. رَحمك الله يا تيم ..
              ... يُتبع

#المفاجئة قريباً 🔥

النشر اليومي بناء على تصويتكم للحلقات ان كان التفاعل جيد سيكون هناك حلقتان او ثلاثة..

متابعة صغيرة هنا 👈 SaFwAnALB

مملكة الحب |+18Where stories live. Discover now