الصفحة التاسعة عشر: بالرغم من..

63 8 0
                                    







أعتدنا أن نسند بعضنا البعض عندما نكون في أسوأ حالاتنا

لكن ليس بعد الآن


عندما انطفئت روحي خبئتها


واختبئتُ أنا منها لم أتحملني ولم يفعل أحدٌ ذلك



حتى أنت..



قناع الابتسامة الذي ارتديته طويلاً صنع الندوب علي وشوه حقيقتي




أتريد أن تعلم لما اختبئت من نفسي؟




ذلك الصدع الكبير جعل نصف تلك الابتسامة يسقط وتظهر نصف ماهيتي وانعكاس عاطفتي




واليوم الذي يليه سقط النصف الآخر، كنت خائفاً من فكرة الظهور للعلن عارياً ومجرداً..



مما أعتدتم على رؤيته



طوال صراعي مع ذاتي ومكافحتي للنهوض بذلك الجسد الذي انهكته الآلم، وبذلك القلب الذي أرهقه الحزن واليأس



كنت أعتقد أنك الوحيد الذي سأستطيع الوقوف أمامه أخيراً وبعد معارك دامية استنزفت مني ما جاهدت في كتمه لأجلك



لكن..






أتيتُ إليك مغطى بذلك الغطاء وقفتُ أمامك واضعاً يداي على أطرافه متأهباً لإزالته، مستعداً لأقف وأظهر لك مجرداً من كل شيء سوى حقيقتي


لأعطيك ما كتمته لأجلك، ما كنت اجمعه بدمي وعرقي ودموعي



أدرتَ ظهرك قائلاً أنك أكتفيت..





حتى أصل لهذه البقعة التي أقف عليها كنت قد عدتُ إلى الوراء، لشق ذلك الطريق الذي سرنا به معاً حيث نقطة البداية والوقوف هناك لساعات قبل أن أبدأ الركض نحو المكان الذي وقفنا فيه دون قناع، ودون غطاء

فقط أنا..




أولم تكن تعلم مسبقاً بهويتي واصريت على الأمساك بيدي؟!




لا بأس فأنا لم أغضب منك أو أحزن حتى، نهاية ذلك الطريق حملت مفترقين ومسارين مختلفين أخترت أنت أحدهما ومشيت فيه واخترتُ أنا صُنع الثالث..




ربما لو كنتَ قد امعنتَ النظر قليلاً للطريق خلفكَ لأكتشفتَ شيئاً قد فقدته أنت أثناء تقدمنا للأمام




كنت قد عدتُ لإحضاره لك ولكن يبدو أنه لم يكن لك من الأساس



بل كان لي، ولم تعد لي رغبة به، تركته خلفي وسرتُ في الطريق الذي صنعته بنفسي



ربما هو لك أنت الآن من تقرأ هذا هو لك، عندما تعمله ابقه سراً بيننا حسناً؟!




إنه..








٦/سبتمبر/٢٠٢١
الإثنين midnight









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





"شعرتُ بأني لا أشكل فارقاً، فما استحببتُ فرض ذاتي عليك وقررتُ أن اقطع علاقتي بك رغم أن ذلك كان صعباً ولكن إحساسي بأني شخص غير مرغوب فيه كان أصعب بكثير"


لم تكن ثقيلاً أو غير مرغوب يوماً، لطالما كنتَ تلك التنهيدة التي تخرج بعد عملٍ شاق، حزن عميق، وضحكة صادقة

مريحة


أنا الذي كنتُ ثقيلاً عليك وعلي، وأنا الذي كنت غير مرغوب فيه، أنا الذي لا أشكل فارقاً عند أحد
صدقني..



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ













Ma Diary || مُذكِرتيWhere stories live. Discover now