^Ch.10^

799 70 51
                                    


كما تدور عقارب السّاعة حول جميع أرقامِها ، تدور بنا الحياة حول جميع الظّروف و الفصول

طغى الخريف على أوراق الشّجر ، و انتثرت أوراقه غير ما بقى على الحِقب
كانت غلاؤها خضرا وقد إنصبغت بصُفرة مثل لون الورس و الذّهب
صفَت مياه السّيول و عكست بدورها صفو السّماء

حال نسيم ريحٍ عطِر ، يحبّ التّلاعب بحُزم الشّعر دوما
فلاعب هذه المرّة خُصلات رمليّة لصبيّ واقف يحمل في يديه كومة من الأزهار بساق رفيعة غضة ، و أوراق خُماسيّة رمحيّة متفرّعة ، حملت بعضها اللّون الأرجواني و أخرى حمراء و الحزمة الأخيرة اللّون الأبيض مع بقعة داكنة في وسط كلّ زهرة

رتّبها بشكل جيّد و وضعها في مزهريّة صغيرة و رسم بسمة خافتة على شفتيه
"هيي ، علّمتني ما يكفي عن عالم الأزهار أيضًا إلى أن حفظت بعضها و معانيها"

أنظري لشقيقة النّعمان هذه ، لو رأيتها .. فهل ستعرفين كم من الشّوق أكِنّه لك الآن ؟"

" كم هذا مؤلِم ألّا تجيبيني مهما حدّثتك... على مدار الأسبوعين الماضيين"

جلسَ على الكرسيّ المجاور لسرير بأغطية بيضاء الذي يتوسّط الغرفة الشّبه فارغة و يتمّ إنارتها بواسطة النّوافذ الكبيرة التي هناك

مدّ كفّه تجاه محيّاها مُبعِدا الشّعرات التي تغطّيه بسبب النّسيم الذي حرّكها ، و أكمل الحديث معها كما لو أنّها تستمع فقط و تتجاهله "متى ستستيقظ حضرتك ؟"
ابتسم بإنكسار منزلا حاجبيه بعبوس مدقّقا في ملامحها السُّباتيّة

سمع بعدها صوت إنزلاق الباب مُنذرا بدخول شخص آخر للغرفة ، فرفع ناظريه نحوه و لم يلبث أن ابتسم ثانية

دخل الأشقر بعد إغلاقه للباب خلفه "مايكي-كن ؟"

"يوه تاكيمكتشي"

وقف في الجهة الأخرى بجانب السّرير يبتسم ببعض الحسرة "مثابرٌ على زيارتها كلّ يوم هاه ؟"

"بالطّبع ، الأمر نفسه مع البقيّة"

أومئ له لعدم إمتلاكه إجابة ثمّ وجّه بصره نحوها بتفكير  :
قبل ثلاثة عشر يوما ، قُدِّر لإيريا-سان بالموت ، لكنّي بطريقة ما فلِحتُ في منع ذلك ، فالجهاز هذا يُظهر نبضات قلبها المنتظمة أي أنّ حالتها مستقرّة .. غير أنها فاقدة للوعي من يومِ الحادث و لم تفتح عينيها قط ... ماذا قد أفعل بعد هذا ؟

"شكرا لك ثانية "
قاطعه مانجيرو من التفكير في شيء آخر حين شكره فجأة

"ايه ؟ على ماذا ؟!"

"بفضلك في ذلك اليوم ، لو لم تستوعب الأمر بسرعة لما عثرنا عليها قبل فوات الأوان .. أشعر بالخذلان لأنّ الهلع سيطر علي لوهلة"

"ما من داعٍ لشكري ، قمتُ بما عليّ فهي صديقتي بعد كلّ شيء !"
ابتسم له بوسع فبادله مانجيرو بواحدة خافتة
"ريا-تشان تحتلّ مكانة مهمّة في قلبي مثلها مثل كين-تشين"

وَلَه البِيُونِي/𝑴𝒂𝒏𝒋𝒊𝒓𝒐𝒖Where stories live. Discover now