وَلَه البِيُونِي/𝑴𝒂𝒏𝒋𝒊𝒓𝒐𝒖

^ch.11^

"فقدان الذّاكرة ، جزء لا يتجزّأ من أعراض الإرتجاج الدّماغي"

طنّت هذه الجملة كذبابة مزعجة في رأس كين ، أين تذكّر النّبرة الهادئة للطّبيبة الشّابة قبل سنوات مضت

تلبّد وجهه و كسته عتمة مُشدّا الإحكام على كتفيها عندما طرح سؤاله
مرّ وقت أطول من المحتسب حتّى تدلي بإجابتها ، فماكان على البقيّة إلا الإستفهام

قهقهت على الموقف و تحدّثت أخيرا  "ما قصّة سؤالك البليد ؟"

"أجيبي عن ما طرحت !"

"بالطّبع املك فكرة عمّن تكون يا ريوغوجي كين"

"البدينة الشابّة أم الهزيلة الكهلة أيّ الممرّضتين سرّبت لك المعلومات ؟" أطبق تاكاشي ذراعيه على بعضهما إلى صدره موجّها لها نظرة إستجواب "يا محبوبة دويل"

حاولت إخفاء إجفالها لبُرهة فرفعت عيناها الواسعتين نحوه ، ليكمل بعد أن عقد حاجبيه "لقد أحسنتُ بتوصيّة الطبيب المسؤول لإخباري عن أي مستجدات عن حالتك ، ريا لقد استيقظتي في الأمس صحيح ؟"
لم تُجب ليسترسل في استنتاجه
"على الأغلب شعرتي بآخر من زارك ، رغم أنك حاولتي جاهدة إلا أنك لم تذكريه فسألتي الممرّضات عن من واضب على زيارتك ، و طبعا فجانحون بسُمعة دراكين و مايكي سيثيران الحدث بزيارتهم المستمرة لك "

"إعترفي في الحال فأنتِ لا تعرفين أيّ أحد هنا"

"هاها ميتسويا هل انتقل لك هوس المحقّقين مثلها ؟" ربّت مانجيرو على كتفه بينما يبتسم ثمّ نقل نظره ثانية نحو إيريا المُنزلة لرأسها بسكون شديد  "ريا-تشان فلتُكذّبي ما قاله"

بذل جهدا لإخفاء رجفة شفتيه ، شدّت هي الإحكام على البطّانية التي تغطّيها فاقترب منها بضع خطوات

"مانجيرو .."
همهم إجابة لمناداتها له ، رفعت رأسها مظلم الملامح أخيرا فتوسّعت عيناه لمّا رأى تقوّس شفتيها الشّديد و السّيول الجارية من جانبي أعينها "أنا آسفة"

أطلقت بضع شهقات قبل تبرير ما يحدث هنا "رأيتكم في الأمس قبل عودتكم فصرّحت ممرّضة ببسمة أنّكم تزورونني بلا كلل على مدار الأيام" تمسح دموعها بخشونة لكنّها لم تتوقّف "لا استطيع تذكّر أيّ شيء عنكم ف..فعلمت أنّ هذا سيجرحكم و قرّرت جمع معلومات عنكم على الأقلّ لذا .." إنخرطت في بكاء صامت و حالتها جعلت من صديقتيها الخوض في نفس حالتها

رجّت الصّدمة كلّ كيان مانجيرو فأطبق على عينيه بتحسّر قبل أن تفضحا ما يشعر به في الوقت الرّاهن ، اخترع لنفسه مكانًا على حافّة السّرير إلى جانبها ، و اصطنع بسمة منافق  حين مدّ كفّه لمساعدتها على مسح كلّ تلك الدّموع "كلّ شيء بخير ريا-تشان ، سأحكي لك ما ترغبين في معرفته عن نفسك أو عنّا"