الجزء الحادي عشر(أحداث مؤلمة)

51 22 9
                                    

وبعد أن التقيت بأمي بعد تلك الفترة الطويلة، بعد أن انتظرت تلك الليالي الطويلة التي مرت كسنين، وبمجرد أن عانقتنى أمي، وجدت الكبير و معه هانك، و بمجرد أن رأت أمي هانك سمعت صوت أنينها، كانت تبكى من خوفها، لاطالما هذا الجِرذ النتن هانك أصابها بالخوف والرعب، تمزقت شرايين قلبي من الألم  وأنا أسمع صوت أمي تبكى من الخوف، أود فعل شئ ولكنهم يفوقونى قوة.
نظر إلي الكبير نظرة تحمل غضبًا شديدًا وقال لي:
-أتلك هي مهمتك، أهذا ما أمرتك به أيها الوغد؟
-آسف يا كبير لكنني اشتقت إلي منزلي فأردت أن أزوره و لكنني قمت بمهمتي كما طلبت، معي في تلك العلبة رأس الفتاة وجسدها.
بمجرد أن قلت هذا صرخت أمي و قالت بصوت يملؤه الباكاء:
أصرت قاتلًا يا ولدي، أصرت مظلمًا مثل أبيك؟ هذا ما كنت أخشاه، هذا ما خبأتك لأجله كل تلك الفترة.
سمع صوت هانك و الكبير أمي و صراخها واستطاعوا تحديد مكانها وبمجرد أن حددوا مكانها قال هانك بصوت يملؤه الكره والشر:
أتعلمين يا ميليسا، أنا لم أحبك قط، تزوجتك لأنك كنتِ أمهر الفتيات المتدربة في ذلك الوقت وأنا أردت إبنًا قويًا مثلك لأكون أنا وهو ملك للكبير ولكن ولد إستيڤين وارثًا لمرضي النفسي أنا فقط.
وبمجرد أن قال كلماته صرخت أمي وقالت:
-أكرهك أشد الكره يا هانك، أكرهك أنت وهذا الوغد الذي يقف بجانبك (تقصد الكبير) ، لقد دمرت حياتي، لقد انقلبت حياتي وحياة ولدي وحياة رفيقتي إليزابيث رأسًا علي عقِب.
ثار الكبير شديدًا وقال:
كفي......
كفاكم جدالًا، سأنهي كل هذا الآن!
نظر الكبير إلي جانب سريري حيث كانت أمي واقفة، ثم أشار بيده نحوها وبعدها سمعت صراخها وهي تقول، أحبك يا إستيڤين، أرجوك كن شخصًا طيبًا، وبعدها سمعت صوت شيئًا يرتطم بالأرض وللأسف جميعنا فهمنا أنها جثة أمي.....
ذهبت إلي الكبير مسرعًا و جلست علي ركبتاي وبدأت في التوسل إليه:
-أرجوك يا سيدي، سامحني غلطة ولن أكررها، أرجوك دع أمي وشأنها!
-آسف يا إستيڤين، أمك قد رحلت الآن وليس بيدي أي شئ.
-أرجوك، سأكون خادمك المطيع، سأفعل كل ما تأمرني به، أرجوك دع أمي وشانها، لم تفعل شيئًا سيئًا قط.
-هذا سبب معاقبتها، أنها لم تفعل شخصًا سيئًا قط.
نظرت خلفي وبعدها نظرت إلي الأرض و استمريت في البكاء حتي قال الكبير:
-تلك عواقب من يخالف أوامري أو يفعل شيئًا بدون إذني، والمرة المقبلة ستكون أنت مكان أمك، هيا يا هانك خذ منه الصندوق ولنرحل من هنا، أمامك ساعة لتكون في المدرسة يا إستيڤين!
أخذ هانك الجرذ الصندوق من بين يداي دون أن يظهر أي شفقة علي أمي أو علي دموعي و ألمي.
ظللت أبكي كطفل صغير ضل الطريق، بل ضل كل شئ ، ماتت أمي وهي تظنني قاتل، لكنها لم تعلم أنني لم ولن أكون قاتلًا قط.
قُتلت إليزابيث وبعدها ميليسا ويل لي، ويل لكل من حولي.
ودعت أمي التي لا أراها حتي وهي ميتة وأخبرتها أن تسامحني وأنني لم أكن قاتلًا قط.
خرجت مِن منزلي مرعوبًا، أشعر بالبرد، بالتعب، بالخوف، وفي طريقي ظهرت لي إيڤيلن، كانت تبدو حزينة بدرجة كبيرة، وقالت لي:
-آسفة لخسارتك الجديدة يا إستيڤين، لطالما كانت ميليسا أقرب الفتيات الرائعة لقلبي.
-أكنتِ تعرفينها.
-كنت أراقبها من بعيد حبًا في تصرفاتها المخلصة وحبها الذي يغمر كل من حولها.
-أتمني الموت يا إيڤيلن، أود الذهاب للإنتحار، لا يوجد ما أعيش ليومه بعد الآن.
-وحق إليزابيث، وحق ميليسا، أستدع دمائهم تذهب هكذا؟
-أنا أواجه شخصًا قويًا يا إيڤيلين، شخصًا لا يمتلك أي نقاط ضعف، كل ما لديه هي نقاط القوة، أنا أواجه شياطانًا يا إيڤيلين أتفهمين؟
-أنت الوحيد الذي يمتلك الهبة التي يستطيع بها غلبة.
-كيف أتغلب عليه  وهو ليس لديه أي نقاط ضعف؟
-لحظك، لديه العديد منها، ولن أقول لك أي شيئ إلا بعد أن تعدني أنك ستعود!
-حسنًا سأعود!
وفي منتصف حديثنا قابلت كيڤين، حقًا إني أحتاج لرؤيته.
-مرحبًا كيڤين!
-إستيڤين، اشتقت إليك يارجل، ماذا بك؟ تبدو حزينًا شاحبًا!
-ماتت خالتي ميليسا(لم أقل له أمي لأنه يعتقد أن إليزابيث هي أمي الحقيقية)
-يا إلهي أقدم خالص التعازي!
كانت إيڤيلين واقفة بجانبي، لايراعها أحد غيري، تنظر إلي نظرات لا أستطيع تفسيرها لكنها تحمل معاني كثيرة، لكنها تنظر إلي بتلك النظرات كلما قابلت كيڤين.
-علي الذهاب يا كيڤين.
-أود رؤيتك يا صديقي أعطيني عنوان تلك المدرسة.
-آسف يا صديقي، لا يمكنني، لن أقودك بيدي إلي التهلكة.
-حسنًا سأفعل هذا بنفسي.
-إفعل ما تشاء، لن تستطيع الوصول أبدًا، الوداع يا كيڤين.
-الوداع يا إستيڤين.
سِرت أنا و إيڤيلين سويًا، كانت تحاول مواساتي طوال الطريق، لكن لا شيئ يواسى ذلك الألم الذي في أعماى، تلك الخناجر والسكاكين التي وضعت في قلبي، ذلك الأسي والألم الذي أشعر به.
وصلت إلي المدرسة، وذهبت إيڤيلن بعد فشلها في التخفيف عن معاناتي، دخلت إلي المدرسة وكالعادة ألقت علي كائنات المونتوك التحية لأنني أعد الوحيد الذي أعاملهم بلطف.
دخلت إلي مبني المرضي النفسيين، هؤلاء المغيبين عن العالم، فئران التجارب لتلك المدرسة، هؤلاء المظلمين، لسوء حظهم وقعوا في تلك المدرسة المظلمة ليكونوا أسوء الأشرار في تاريخ الشر، لكن كان يمكنهم تعزيز جانبهم الأبيض وليس الأسود، ولكن للأسف، هذا لم يحدث.
دخلت إلي المبني وتجولت به حتي وصلت إلي غرفتي ولكنني وجدت هانك ينتظرني أمامها وقال لي:
-أقسم لك يا إستيڤين، إن حاولت خيانتنا سأفعل بك ما فعلته في إليزابيث وما فعله الكبير في أمك.
اقتربت منه، وقربت وجهي لوجهه وقلت له:
-أقسم لك يا هانك أن دماء إليزابيث وميليسا سوف تدفع ثمنها غاليًا جدًا.
مد هانك ايده إلي ليدفعني إلي الخلف فمسكت يده بقوة واعتصرتها، وسمعت صوت تحطيم عظام يده، كان ذلك ألذ صوت يمكن سماعه، صوت استخدام الشر مع الشر، أستخدم شرى مع هذا الجرذ الشرير النتن.
تأوه هانك من الألم واستمر في الصراخ لكنني لم أتوقف ولكنني وجدت كيڤين يخرج من غرفتي...!
يا إلهي، كيف وصل كيڤين إلي هنا؟
تركت هانك وقلت له أغرب عن وجهي قبل أن أحطم كل عضمة في جسدك!
وبعدها تركته وقلت لكيڤين:
-كيف أتيت إلي هنا، كيف؟
-لست وحدك من لديه قوي يا إستيڤين، أنا أيضًا لدي قوي، تتبعتك ودخلت إلي الكبير و أبدي إعجابه الشديد بقوتي، وأنا في قسم الخارقين، لكنني جئت لزيارتك.
-لم يجدر بك فعل هذا، ستغدو وحشًا أيها الأحمق، أخرج من هنا، أسرع.
-لن أخرج ولن أبرح مكانى، سأبقى معك إلي الأبد!
خرج كيڤين من غرفتي ذاهبًا إلي غرفته في المبني الآخر، كان ينظر إلينا المرضي نظرات غريبة مبتسمة يملؤها الرعب، وبعدما غادر كيڤين المكان، اقتربوا مني، وأحاطو بي وكان هانك واقفًا مِن بعيد يميل رأسه للأسفل وينظر إلي نظرة حادة شيطانية، كأنه يوشك أن يفعل شيئًا ما، شيئًا ما يؤذيني ويدمرني، هذا الوغد كل ما يفعله هو أذية أسرته، تري ماذا سيحدث لى....؟
بقلم:
#منة_الله
يتبع

انفصام مُنذ الولادة (مُكتملة)Where stories live. Discover now