الجزء السادس عشر(صراع مع أبي)

43 21 2
                                    

تري ماذا يريد ذلك المخبول مني، ماذا سيطلب مني مقابل جيسيكا المسكينة، وإن فعلت، هل حقًا سيحرر جيسيكا؟
لطالما كان ذلك الحقير خائنًا، حينما رأيته شممت رائحة الخيانة، والآن دعنا نتحدث عما حدث في تلك الليلة.
-ماذا تريد مني يا هانك، وما سبب توريط جيسيكا في الأمر؟
-أعلم أن جيسيكا شخص تهتم لأمره كثيرًا.
(اقترب من أذني وقال) إنها الأبوة أنا أعلم كل شيئ عنك ثم  ضحك ضحكة ساخرة.
-حسنًا أيها الأب الفاشل المختل، لم أفهم ماذا تريد وما دخل جيسيكا؟
-ألم تفهم، أنت قوي فعلًا ولكنك غبي، جيسيكا رهينة، إن لم تنفذ ما سأطلبه منك سأضغط علي هذا الزر وستكون جيسيكا الصغيرة عبارة عن أشلاء بشرية علي جميع جدران تلك الغرفة.
-أقسم لك يا هانك، إذا مس جيسيكا أي مكروه سأقطعك أنت إلي أشلاء وأضع كل قطعة صغيرة في مكان مختلف.
-هدأ من روعتك يا فتي، أتحبها أم ماذا، يا لوعة حب الشباب ليتها تعود حتي أقتل حبيبتي مرارًا وتكرارًا.
-توقف عن ترديد هذا الكلام أيها الوغد الحقير، وأقسم لك أن حق كل من قتلت سيعود قريبًا جدًا.
-سنري ذلك لاحقًا، والآن أريد منك أن تقتل كلوي، إبنة خالتك روز التي قمت بقتلها منذ بعض السنين وحفيدة جدك جونج الذي قتلته منذ بعض الأيام.
-ملحوظة قد تكون مفيدة لك، توقف عن استفزازي، لأنه كلما تماديت في الأمر، زاد في عقلي كم الطرق البشعة التي سأقتلك بها.
-حسنًا لا بأس والآن أريد منك قتل كلوي.
-أتمزح معي، أأقتل تلك الفتاة الوحيدة التي تبقت لي من عائلة أمي؟
-حسنًا فلنضغط علي هذا الزر ونترك جيسيكا تدفع ثمن هذا.
وبينما نتحدث وعقلي في حيرة كبيرة لا أعلم ماذا أفعل فمن المستحيل أن أترك أيًا منهما يموت، وفي وسط كل هذا ظهرت قوة غريبة تخنق هانك من عُنقه وتمسك يده وتحاول إخرج المُفجر منها، وفي نفس اللحظة تحكمت بالمفجر حينما خفت قبضة هانك من عليه وسحبته إلي، وبعدها ضُرب هانك بشدة في رأسه حتي أفقد وعيه.
-من أنت، ما الذي دفعك إلي هنا؟
في نفس اللحظة وجدت ذلك الخارق الخائن إسبانوزا الذي لديه قدرة علي الخفاء قد ظهر وعيناه تملؤها الدموع ويقول:
-أنا آسف، هددني الكبير بأختي الصغيرة إن لم أكن جسوسًا علي الخارقين، فلاطلما شك في ولائنا له، يعلم أننا مخلوقين لنحب الخير فقط، وهذا ما دفعني لكم وردني عن موقفي في الخيانة.
قالت جيسيكا وهي تبكي:
-أيها الأحمق، كنت أعز صديقًا لنا وجميعنا نحبك، لماذا فعلت هذا، لماذا؟
-آسف يا جيسيكا صدقيني كان يهدداني بأختي الصغيرة وأنهم يعرفون مكانها وسيقتلونها لذلك لم أستطع فعل شيئ صدقيني.
حسنًا يا جيسيكا، حسنًا يا إسبانوزا كلانا نفهم مفهوم العائلة وغيره والآن علينا إخراج جيسيكا من هذا المفجر قبل أن يستيقظ هانك.
قال إسبانوزا:
-ماذا سنفعل، لم أتعلم كيفية فك القنابل، ولم يتعلم أيًا من الخارقين فعل ذلك.
وبعدها دار هذا الحوار بيني وبين جيسيكا:
-جيسيكا، هل هذا القفص له مفاتيح؟
-لا أدخلني هانك فيه وبعدها قام بلحم الحديد حتي لا أستطيع كسر مخوج القفص وإخراج نفسي منه.
-حسنًا إستمعي إلي يا جيسيكا، عليكِ أن تذهبي إلي اآخر القفص وتشغلي مساحة صغيرة جدًا منه، حتي لا تُصابي بأذي.
-حسنًا سأفعل ذلك.
جلست جيسيكا في ركن صغير جدًا من القفص في زاوية صغيرة وبعدها تحكمت في القنبلة بكل حرص و وضعتها في الزاوية المقابلة لها، حيث تعد تلك الزاوية أبعد زاوية منها وبدأت في خلع قطبان ذلك القفص بقوتي، ولكن بحرص حتي لا يسقط أيًا من تلك القطبان الثقيلة علي جيسيكا أو علي القنبلة، وبعد أن خلعت خمس قطبان سألت جيسيكا،
-هل سيكفيكي هذا للخروج؟
-لم تضع في حسبانك جناحاي.
-حسنًا.
بدأت في إخراج المزيد من القطبان حتي خرجت جيسيكا بسلام، وبعدها قلت لهم:
-والآن أيها الخارقون، عليكم الذهاب، فهناك حساب شديد بين أب وابنه.
-لا لن نتركك مع هذا المتوحش بمفردك.
-لا تقلقوا يا شباب، إنه متمرس وذكي فقط، لكنه أضعف مما تتصورون.
قال إسبانوزا:
-هناك شيئ يجب أن تعرفه يا إستيڤين.
-تحدث.
-لقد حاصر الكبير جميع الخارقون وحبسهم في أعلي غرفة  في البرج الذي بجوار مبني الشياطين وأغلق المبني حتي لا نستطيع الوصول لهم.
-ما ذلك البرج الذي تتحدث عنه، لم أسمع به من قبل.
-إنه بُرج إبطال القوة، كل من يدخل إليه يفقد قوته ويكون إنسانًا عاديًا وهو مخصص للخارقين، بناه الكبير كنوع من أنواع العقاب لمن يخالف أوامره من الخارقين لأنه كما قلت لك لطالما شك في ولائهم.
-حسنًا، حتي أجنحة جيسيكا لن تفيدنا في ذلك الأمر، أليس كذلك؟
-للأسف.
-حسنًا، إهربوا الآن وبعد أن أتحدث مع هانك، سأذهب وأحررهم.
-كيف؟
-عليكم أن تثقوا بي، والآن يا إسبانوزا، أعتني بجيسيكا فهي ضغيفة بعض الشيئ بعد ما حدث لهما، أهربوا ولا تعودو وسأعثر عليكم.
ولكن قبل الذهاب علي أن أعانق جيسيكا عناقًا صغيرًا فكنت قلقًا جدًا بشأنها
عانقت جيسيكا وبعدها أمرتهم بالإنصراف.
غادر جيسيكا وإسبانوزا المكان وصرت أنا وذلك الحقير المُغشي عليه بمفردنا، تري ماذا أفعل بك يا هانك، أود الإنتقام أشد الإنتقام، ولكن علي التحدث إليك أولًا.
ذهبت وأحضرت تلك القنبلة وألصقتها بجسد هانك ببعض الأدوات وجعلتها جزء لا يتجزأ مِن جسده وأمسكت المُفجر بين يداي وجلست علي كرسي في إنتظار إستيقاظ ذلك الحقير.
وبعد فترة من الزمن وجيزة من الوقت وجدت هانك بدأ في الإستيقاظ  كان مرعوبًا.
ضحكت وقلت له:
-والآن، أحب أن أقول جملتي المُفضلة، وانقلب السحر علي الساحر.
-أرجوك يا ولدي، لا تؤذيني، كل ما يحدث ليس بيدي.
-أحب أن أري الخوف في عينيك يا هانك، أحب أن أري ذلك الرعب يتدفق من عيناك كما تدفق من أعين الأبرياء قبل قتلك لهم.
-أرجوك، أنا مريض انفصام، ليس بيدي كل ما يحدث.
-و أنااااا أيضًا مريض انفصام أيها الأحمق، لكنني لم أقتل شخصًا واحدًا حتي الآن، ما هي إلا أعذارًا قد خلقتها لنفسك.
-حسنًا لا تقتلي فسوف أتغير.
-هل تظن أن شخصًا قتل كل عائلته قد يتغير في يوم ما.
-أرجوك دعني أقص لك ما حدث منذ زمن جعلني هذا الوحش الذي لا يعرف معني الرحمة.
-تحدث فمعنا مُتسع من الوقت.
-سأبدأ لك مُنذ أن كنت صغيرًا ولكن أرجوك، تحلي بالرحمة.
والآن يا صديقي عليك متابعة ما سأقوله، وعليك التعلم منه، فيتعلمك في حد ذاته مساعدة ومساندة للبشرية، أرجوك لا تتخلي عني، فأنا في أشد الحاجة إليك.
بقلم:
#منة_الله
Part 16
يتبع

انفصام مُنذ الولادة (مُكتملة)Where stories live. Discover now