البارت الثالث عشر

119K 9K 2.3K
                                    

كان يجلس شاعرا بنار تندلع داخله يتخيل نفسه يمسك ذلك الغبي الذي يبتسم أكثر بسمة مقيتة رآها طوال حياته ...ثم يقوم بضربه في أقرب حائط له وبعدها يحضر سكين ويفتح امعائه ثم يقوم برميها في أقرب مكب نفايات ...

كانت هذه الأفكار تدور برأس هادي الذي لمح وقوف شيماء مع أحد الشباب والذي يراه لأول مرة في حياته ويبتسم لها وكأنه حبيب يلتقي حبيبته بعد فراق سنوات طويلة .....

_ ألا مين الواد الملون اللي واقف مع شيماء ده ؟؟؟

خرج هادي من أفكاره السوداء على صوت فرج الذي يتحدث جوار أذنه وكأنه بالفعل لا يرى ما يحدث ...

_ لا بس الواد جميل ما شاء الله

زفر هادي بضيق وهو يرمق ذلك الشاب ذو العيون الزرقاء والبشرة الشاحبة بعض الشيء والنمش الذي ينتشر أسفل عينه وعلى أنفه مع شعر اشقر بعض الشيء .....

_ شايف ما شاء الله الواد قمر اوي ...

انفجر هادي في فرج الذي يشعر وكأنه يغازل الشاب :

_ خلاص يا فرج عرفت إنه قمر وعسل اروح ابوسه من بقه يعني ؟؟؟ ولا اقولك انا افكني من شيماء  واتجوزه ؟؟

أنهى كلماته المجنونة وهو يتحرك مبتعدا عنه صوب هؤلاء الحمقى الذين يقفون في الشارع هكذا دون خجل بينما نظر فرج له بصدمة من حديثه لكنه رغم ذلك ابتسم وهو يقول بغباء :

_ لا بس الواد حلو ماشاء الله ......

_ يا استاذ سلامة مينفعش وقفتك دي لو سمحت هات الفلوس خليني اطلع.....

هكذا تحدثت شيماء بضيق شديد وهي تنظر لذلك الشاب والذي يكون شقيق لإحدى الصديقات أتى ليعطيها أموال كانت قد استلفتها منها أخته سابقا ....

ابتسم سلامة لها وهو ينظر لها مستمعا بإغاظتها .....
فقد قمت أخته حينما حدثته أنفا عن لطافتها :

_ طيب أنتِ ليه متعصبة كده ؟؟؟ انا بس حابب نتكلم شوية مش اكتر .

_ نعم يا ضنايا ؟؟؟؟

ألتفت سلامة بتعجب لذلك الصوت الذكوري ليجد نفسه يقف أمام شاب عملاق بالنسبة لجسده الهزيل..رفع الشاب حاجبه بتعجب من لهجة هادي الذي يرمقه كما يرمق الأسد فريسته ليتحدث متعجبا نبرته  وهو يرى رجل كبير في السن يركض سريعا على وجهه بسمة بلهاء ليقف بالقرب منه وكأنه لا يرغب في تفويت لحظة من الحوار :

_ نعم يا افندي فيه حاجة ؟؟؟

_ ايوة فيه بس تعالى على جنب كده عشان نتناقش بهدوء منعا لخدش حياء فرج .

________________

ارتجفت يد ماسة وهي تمسك الهاتف برعب مما ترى فقد كان يحتوي على صور خاصة بها؛ بعضها بثياب المنزل والبعض الآخر وهي دون حجاب ....فزعت سريعا وهي تحرك يدها على لوحة مفاتيح هاتفها تكتب بسرعة دون أن ترى جيدا ما تكتبه :

شيخ في محراب قلبي ( مكتملة )Where stories live. Discover now