رواية || تُخْبِرُ عن مَجْهُولهِ مَرْآتُه.

¶ الفصل الخامس. ¶

¶ الفصل الخامس. ¶

«اعجاب»؟

○
●
○

بعد الروتين المعتاد، من استحمام وغسل للثياب، تبقى بعض من الوقت قبل أن يتم حبسهم داخل غرفهم ومنعهم من الخروج حتى وجبة العشاء التي تقام في مبنى الكافتيريا.

كان إيرل يسير مع مَيْنارد جنبا إلى جنب. في الغالب يتحدثان معا في مختلف الأمور، وفي أحيان أخرى يذهبان ويبحثان عن بقية الشلة لقضاء الوقت معهم.

بالأمس، استطاع إيرل التهرب من مَيْنارد بإخباره أن أحد رفقاء غرفته الذي يكبره سنا -وهو مقرب منه إلى حد ما؛ كونه من المتحسنين نفسيا- يود الحديث معه قليلا حتى يستطيع لقاء كلارا بانفراد كما كان يتوق. والآن ومع الجو الصامت الذي يلفهما يشعر إيرل بانعدام رغبته في الحديث مع صديقه؛ فعقله ممتلئ بتلك الفتاة، وبالمقابل كان مَيْنارد يحس أن هناك خطب ما به.

تردد قليلا في سؤاله عم يشغل عقله، لكن حين أحس بأن الصمت سيستمر لوقت أطول قرر أن يترك تردده هذا جانبا ويسأله: إيرل ... ما خطبك؟؟

نظر إيرل إليه ورغب بفتح موضوع كلارا معه، لكن عينا مَيْنارد البريئتين جعلته يتراجع؛ فهو يبدو دوما كـ طفل الشلة وبالتالي فهو لن يستوعب التعقيد الذي يشعر به اتجاه صديقتهم الجديدة.

قال إيرل وهو يضع يده على جبينه: أشعر ببعض الصداع ... لا تقلق علي ..

قال مَيْنارد: لمَ لا تذهب إلى العيادة؟

- إنه صداع خفيف صدقني ... لا يتطلب الأمر الذهاب إلى العيادة!

- إذن ... ربما عليك العودة إلى غرفتك!

رد إيرل: دعني استنشق القليل من الهواء قبل الدخول لتلك الغرفة المزعجة.

أخذ مَيْنارد يضحك وعلق على حديثه: فعلا الغرف مزعجة وتحد من الحرية والاستمتاع بالهواء الطلق.

ظلا يتجولان ولزم مَيْنارد الصمت وهو يحدق بما حوله؛ فهو لا يود أن يزيد من صداع إيرل بكثرة الحديث، وبالطبع لم يقترح عليه الانضمام لبقية شلتهم -الفتيات- فيبدو أنه يرغب بالهدوء وهذا لن يحصل بالتأكيد بوجود الفتيات الأربعة.

وضع مَيْنارد كلتا يديه في جيبي بنطاله الأبيض الذي يصل إلى منتصف ساقه، وبدى هو الآخر وكأن هناك ما يشغل عقله.

من ثم حان وقت العودة إلى الغرف فودع كلا الصديقين بعضهما البعض وكان إيرل هو آخر من يدخل إلى غرفته رغم أنه أول من أنهى الاستحمام وغسل ثياب. بعد دخوله أغلق الباب خلفه، ثم وصل إلى مسامعه صوت اثنين من رفقاء الغرفة يتشاجران بحدة ويشتبكان بالأيدي.