¶ الفصل الثالث والعشرون. ¶

82 14 26
                                    

¶ الفصل الثالث والعشرون. ¶

تغيير مقعد.



بعد فترة الاستراحة، شرعت كلارا في لملمة أغراضها داخل حقيبتها، كانت زميلتها الجالسة إلى جوارها والتي تدعى ماكي بأصفاد نفسية عبارة عن رماد السيجارة يلوث كفيّ يديها وشيئا من وجهها وله ملمس حبيبات الرماد ذاتها، تنظر لها ببعض الاستغراب مما تفعله، فسألتها: إلى أين؟

قالت بابتسامة: سأنتقل للجلوس قرب إنجين!

نظرت لها بشيء من الاستنكار بينما التفتت دولوريوس -التي تجلس أمامهما- نحوها بعدما انتبهت لحديثهما وقالت غير مصدقة: لستِ جادة في ذلك!

قالت كلارا بابتسامة: بلى جادة!!

- ستجلسين قربه بقية العام الدراسي؟؟

أومأت كلارا مؤكدة ما دفع دولوريوس لتقول: كنتُ أتفهم محاولاتك في مساعدته ... لكن أن تذهبي للجلوس إلى جواره وتتقربين منه أمر ليس في صالحكِ إطلاقا!

سألتها: ولماذا؟

- لقد أخبرتكِ سابقا ... سيؤثر بكِ سلبا يا كلارا ... إنه «وحداني» وبـ«أصفاد نفسية» كبيرة! لا ينبغي عليكِ أن تصبحي صديقة له!

ابتسمت في مرح: لكنه قراري النهائي ولن أغيره!

قالت ماكي: وما رأي شلتكِ في الأمر؟

- سألتهم أن نضم إنجين معنا في الشلة لكنهم رفضوا ذلك ووضعوني بين خيارين ... إما هو أو هم ... فاخترته.

تبادلت الفتاتان النظرات المتعجبة غير مصدقتين للهراء الذي نطقت به كلارا للتو، هل هي حقا تفضل شخصا كإنجين على شلة رائعة كشلتها؟؟؟ شلة قد يتمنى البعض الانضمام لها! كيف أمكنها التخلي عنهم بهذه السهولة؟؟

سكتت دولوريوس لبرهة قبل أن تحاول محاولتها الأخيرة في تغيير رأي كلارا: جلوسك بجواره سيضطرنا نحن أيضا لتجنبك يا كلارا ونحن لا نريد ذلك ... فأنتِ زميلة عزيزة علينا.

أيدتها ماكي ببعض الأسى: ولربما تتعرضين للتنمر والمضايقات ... أعلم أن طلاب صفنا يميلون للسلمية لكن هذا لا يعني أن تضمني استمرارية ذلك للأبد.

وقالت دولوريوس: وحتى لو لم تتعرضي للتنمر .. سيتم تجاهلكِ وستصبحين وحيدة!

لم تتوقع الفتاتان أن كلارا قد أخذت قرارها بعد تفكير عميق، وأن حديثهما هذا لن يغير من تفكيرها أو يجعلها تعزف عن قرارها بأي شكل، فقالت بابتسامتها التي لم تفارقها منذ بداية حديثهن: كيف أكون وحيدة وأنا برفقة إنجين؟

رواية || تُخْبِرُ عن مَجْهُولهِ مَرْآتُه.Where stories live. Discover now