¶ الفصل الثاني والعشرون. ¶

94 12 69
                                    

¶ الفصل الثاني والعشرون. ¶

خطيئة.



تتعدد الخيارات في حياتنا، وعلى خلاف القصص التي تمثل طريقين، إما الخير أو الشر، الصواب أو الخطأ، فإن العديد من المواقف الواقعية تتدرج ما بينهما بجميع الألوان، فتجعلنا في حيرة من أمرنا، نتخبط ونحتار ونظل نفكر ونفكر ونتمنى دوما أن نقارب الصواب.

لكن عقلنا محدود التفكير، وفي كثير من الأوقات ننظر للأمور بشكل قاصر، فنعتقد ما يقارب الخطأ صوابا، والصواب نشك بخطئه، وحينها نتمنى لو أن شخصا واحدا فقط في حياتنا، كفء، ثقة، يكبرنا خبرة، يعطينا استشارة صادقة وصحيحة لتوجيهنا، بدلا من التيه في طرق مجهولة المصير، مضطرين لتحمل النتائج المترتبة على خياراتنا المتواضعة، والتي قد تفوق طاقتنا.

كانت كلارا تعاني من هذا الشعور، هي مرتاحة أكثر باختيار إنجين، لكنها لا تزال تفكر في أمر شلتها، وتشعر بالحزن لأنها اضطرت للتخلي عنهم هكذا، لم ترد بتاتا أن تصل الأمور بينهم إلى هذا الحد.

نومتها أفضل من الأمس، ومع ذلك بالها كان معكرا، وفي الصباح نهضت من سريرها ونظرت إلى سرير ألسو ..

لم تعد ألسو صديقتها، لقد انتهى ما بينهما، وهذا يشعرها بالوحدة، لكنه كان خيارها بعد تفكير عميق، لذا ليس عليها أن تندم وتجعل الحزن يسيطر عليها.

أخذت تستعد ليومها المدرسي، وعيناها تراقبان ألسو كل حين بشكل لا شعوري، يبدو أنها ستعتاد على النظرات الخاطفة هذه لفترة قبل أن تتأقلم على بعدها عنها بالكلية.

كانت هذه المرة الأولى التي تقف حذاء إحدى زميلات الغرفة في الطابور، وليس بجوار ألسو، الأمر يثير فيها شعور موحش إلى حد كبير.

بأي حال، تناولت إفطارها، ومشى طابور غرفتها، ووصلت إلى مبنى مدرستها.

●○●○●○●○

بعد وصول الطابور إلى «مبنى الفصول الدراسية»، اندمج الطلبة مع الجموع داخل المبنى، وكانت هي واحدة منهم، تسير في هدوء بين الزحام، وعقلها شارد تماما.

فجأة أحست بأحدهم يسحب يدها ويجرها خلفه، انسلا بين أجساد الطلبة وخلال لحظات تمكنا من الوصول إلى بقعة بعيدة، وهمهمات الحشد تصل إليهما.

كانا يقفان بالقرب من برّادة المياه المصنوعة من المعدن، فقال لها بابتسامة: صباح الخير ألسو!

أجابت بنبرة لا مبالية وهي تنظر بشرود إلى الأرض: صباح الخير.

سأل بشيء من القلق: كيف تشعرين اليوم؟

رواية || تُخْبِرُ عن مَجْهُولهِ مَرْآتُه.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن