'5' مزهَريّةُ البِلاستيك.

1K 76 5
                                    

غادرتني سو مين، و قُمتُ باللحاقِ بها؛ على أملِ ردعِها عن المُضيّ و انقِشاع الزيفِ عن عائلتنا التي جاهدت والدتي لتأطيرِها بالمثالية.

دفَعتِ الباب، ليُقابلها منظر والدتي تقومُ بالتِقام المزهرية البلاستيكية عن الأرض بينما تُديرُ وجهها عنّا، انبعجت ملامح سو مين و سألتها بذعر:
" مالذي يحدُث سيدة جيون؟ "

أجابتها أمي أن لا شيء قد حدث، و أنهُ كان مجرّد حادثٍ عندما وقعَت منها مزهرية البلاستيك على الأرض.

أظُنها قد لاحظت نبرة البؤس التي غلّفت صوت أمي، و تأكدت شكوكها لمرأى والدي المتجهّم يزفر أنفاساً ساخطةً، شنيعُ الوجه و السحنة.

أدركت تماماً بأنّها موجودةٌ في ميقاتٍ لا يجدُر بها التواجُد فيه، أنبَست حمحمةً خافتة و استدركت بحديثها والدتي، التي لم تواجه محيّا سومين منذ اقتحامها لنصف الشِجار.

" أنا ذاهبةٌ سيدتي، أتمنى أن تحظي بيومٍ هادئ، و لا تنسي القدوم إلى الحفلة"

رمقَت والدي بنظرةٍ أخيرة قبل مغادرتها للمنزل بأكمله، و إغلاقها للباب من بعدها.

لم يعزّ عليّ المنظر الذي شاهدته سو مين، و فهِمَت محتواه، تلبّسني الغيظ و دلفت الغرفة، نحو أمي، حيث تُخبّئ وجهها.

انتشلني الذُعر عند رؤيتي للجُرح الذي برَز على طولِ وجنتها اليُسرى، و وجهها المضرّج بدموعٍ مُختلطةٍ بالدماء، بينما تكتم شهقاتها.

شعرتُ بدمائي تغلي، و صفيرُ غليانها يشُقّ مخرجه عبر أُذناي، أختلّ توازن جسدي لوهلة، و خضّني شعورٌ غريبٌ كتنمِلةِ القدمين.

أقمتُ ذراعيّ لاحتضانها، بيدَ أن صُراخهُ قد أجفلَ كلينا.
"ألن تُحضري لي المال؟ أم أن المزهرية لم تكُن بكافية!؟"

تأكّدتُ حينها بأنه ضربها على وجهها بتلك المزهرية التي التقطتها.

أغمضَت عينيها تكمِشُ سحنتها، و تقوم بكتمِ ألمِها، لم تُرِد منّي معرفة ما حصل.

كانت تظُن بأن كُل عُذرٍ كانت تأتيني به عند ضربه إياها، و جراحها، كُنت أُصدّقُه.

نضحَ إناءُ تحمُّلي عن صبرِه، سلبتُها المزهرية عن كفّيها و رشقته بها على وجهِه.

ذُعِرَت والدتي لتصرّفي، و انتفضت عن مضجعها عندما همّ بضربي، تستقبل التعنيف بدلاً عني، بينما تحُثّني على الهُروب و الاختباء.

تراجعتُ خطوتين للخلف، مُغادراً الغرفة للصالة، لأراه قام بدفعها و انقضّ عليّ يضربني بكُل ما يحويه غيظهُ من قوّة.

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن