'15' قُرص السيلدينافِيل.

647 56 96
                                    


كنتُ أبحث عن بلدٍ أستطيع التبول فيه قائماً، مُستقيمًا كعمود الإنارة، دون أن يسألني أحد عن الأهداف التي أريد التوصل إليها من تبولي بهذه الوضعية، كنتُ أبحث عن مدينةٍ تتّسع لكل افكاري و استطيع أن اجري فيها القليل من التجارب الحية التي تخطر ببالي لأشعر بأنني شابٌ بحت، كنت أبحث بالدناءة عن عناق بجانب قطار يتجه إلى بوسان، أو لأي مكان يحاكي الجنة برفقة عزيزتي سومين، لكنّي بالسابعة عشر و القانون الذي فُرِض على كاهل خالتي الشمطاء ينصّ على عدم إخلاء سبيلها لي حتى بلوغ سن الرشد، أي في الثامنة عشر من عمري.

أين الذين قالوا بأن مكانة الخالة هي ذاتها منزلة الأم؟

عن أي عطفٍ كانوا يتحدثون، و أي حنانٍ كانوا يختلقون، أودّ لو ألتقيهم لأجرّعهم ذات العذاب الذي عشته لسبع سنواتٍ عجاف.

كانت من النساء اللواتي يحملن الشرّ في حقائبهن بدلاً عن أحمر الشفاه.

لا أستبعد كون زوجها كثير الغربة عن المنزل بسببها.

لم تترك كلمةً جارحة إلا و رشقتني بها، تلعن والدتي على خطئها الفادح في هروبها مع أبي و إنجاب نطفةٍ قذرةٍ مثلي، ناعتةً إياي بالمُختلّ.

لستُ من ذلك النوع الذي ينسى أو يتغاضى ما يتعرّض له من سوء، بل أُعيدهُ بضعف القوة، مُعاكساً له في الإتجاه.

أتحسبينني أنسى يا خالتي العزيزة؟
حاشاكِ، أردّ الصاع صاعين.

قطتها التي وُجِدت مقتولةً قبل يومين...

تلك كانت القطة الثامنة و العشرون منذ قدومي إلى منزلها.

ذلك لأن لا تظن بأنها الوحيدة القادرة على جعل الآخرين يذرفون الدموع بضراوة.

إن كل دمعةٍ تُغرِق وجنتي تُقابل شيئاً ثميناً يخصها، من قططٍ و تُحفٍ و مجوهرات، مما يجعلها تنتحب بهستيرية طوال أسبوع على الأقل.

هكذا كنت أقضي حياتي و أبتاع ما أشاء؛ من خلال سرقتها و بيع ممتلكاتها.

لقد رمتني في العليّة المملوءة بالأدوات و الكتب التي لا تحتاجها، برفقة أنسجة العناكب التي تتخلل الزوايا و بعض أنحاء الجدران، برفقة لحافٍ على الأرض، أثنيه الى نصفين لأفترش نصفه بينما النصف الباقي يُدثّرني، بالكاد يستطيع عزلي عن برد الشتاء القارص في أيام ديسمبر، على عكس ابنها 'لوكاس' ذو السادسة عشر، الذي يمتلك غرفةً أبهض من غرفتي في منزلنا القديم، عندما كنت صغيراً.

لا أعلم ما باله هو و والدته تجاهي، بالرغم من أنني عند قدومي لم أكن أفتعل أي فعلٍ مزعج لهما، أو عليهما!

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ Where stories live. Discover now