'14' إلى اللقاء؟

669 55 43
                                    

كانت هي الشمس بضياءها و أنا قمرها التابع، أستمرّ بالدوران، و أرتشف الضياء من عينيها لأُضيء، و في كل خسوفٍ يحدث بيننا، أُتقِن استغلاله لأصنع برفقتها مزيداً من نجوم الحب خاصتي.

ابتعدتُ عن عناقها و شرعتُ أُكفكِف مدمعيها بكفيّ، لم أدعها وشأنها بعد أن اعتمر الهدوء سحنتها، بل شرعتُ امسح بواسطة إبهامي مُنزلقَ وجنتها المُحمرّ.

" هل هذا هو الوداع، إذاً؟"
نبستُ أغوص بمقلتيها الشجيّة بالدموع، لتحاول السيطرة على بكاءها بقضم شفتيها، نافيةً برأسها لتُردف من بين شهقاتها المكتومة، بينما أنظارها بترقب.

" لا تقُل الوداع جونغكوك، بل إلى اللقاء، سنلتقي يوماً ما"

بالتأكيد سنلتقي عزيزتي سومين؛ فالبذرة التي زرعتها بداخلكِ لن تسمح لك بالإبتعاد عنّي مهما رغبتي بذلك.

دنوت برأسي نحو رأسها، لتلتصق ناصيتينا معاً، رفعتُ شعرها الذي يقوم بإزعاجي عن تأمّلها بأناملي، و استفسرتها بصوتٍ خافت:
" كم عدد المرات التي أستطيع فيها المجيء إليكِ؟"

استنشقَت ماء أنفها، و ابتسمت لتخبرني، بينما تحاوط كفيها جوانب وجنتيّ، و الحب يتخلل جو السيارة من حولنا.
" تعال كما يأتي الأرق، و الغضب، و الصداع، آلاف المرات، تعال بعدد النجوم، و الأشجار التي في الكون، تعال متى ما شئت، يا شمسي الصغيرة"

ألم أُخبركِ بأنني قمرٌ مكلوم، تضرّجه دماء الخيبة الحُبلى بالهموم!

أقتربَت بوجهها منّي، ربما تودّ تقبيل ثغري، أسدلتُ جفنيّ بارتخاء، و انتظرتُ معاقرة سُكرَ شفتيها، رغم كوني قاصراً لا يُستباح له السَكَر.

لكن الغبية وأدت حميمية هذه اللحظة في مهدها؛ بوشمها لقُبلتها السخيفة على متن جبيني، ألن تتنازل عن غرورها لمرةٍ واحدة و تدنو بها نحو شفتيّ؟

ابتعدتُ عن حضنها بضجر، و كتّفتُ ذراعيّ لصدري، بينما عُدتُ للجثوم على متن المقعد المجاور لمقعدها، حيث المقود.

شققنا طريقنا نحو المنزل، بينما أمارات التفكير تطوف على مدار رأس عزيزتي سومين، لتبرز على شاكلة عقدةٍ في الحاجبين.

وصلنا للمنزل لنلمح سيارةً للشرطة تجثو أمام الباب، تأطّر الشكّ ملامح سومين و نزلت عن السيارة تسير باتجاه الأخرى، خاصة الشرطة، بينما بقيتُ في مكاني  أراقب الوضع باهتمام.

رأيتُها تكتّف ذراعيها على جوانب خصرها بغضب، لأنزل عن السيارة و أسير باتجاهها.

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ Where stories live. Discover now