الجزء الاول / اجنحة محترقة

81 4 2
                                    



المكان / محافظة الانبار / العراق

الساعه الخامسة عصرا ... ازقة المدينه مزدحمة ... اطفال يعلبون الشارع هو افضل مكان لهم للتنفيس او بتعبير اصلح ...
هي تلك الايام التي ستكون يوما ما قصص تروى الي ابنائهم في المستقبل ....
((شجاع)) ابن السادسه صبي جميل المظهر شخصية مزاجيه قليلة الاختلاط يحب ان يلعب دور القائد وصاحب الرأي ((سدرة )) بنت جميلة خجولة عفويه لديها صديق واحد ((شجاع)) يتعبر صديقها اخيها رفيقها كل شيء

كانوا يلعبون ... يحلمون ... يتعبون
كانت تجلس ع ناصية الطريق تشاهد فارسها وتشجعه ... تبتسم وتنظر اليه كانت نظراتها البريئة تمتلكه ... يكاد ان ينتهي اليوم يأخذ الكرة ثم يسجل هدفاً ... كرةٌ تدخل بين حجرين في شارع كثير المارة كانت اكبر من ان تصفها كلمات .... تقوم من مكانها فرحة لتشجعه ... لانه ليس لديه اصدقاء سواها
يبتسم ... تعتليها الفرحة وتركض اليه ب طفولتها يصرخ بها ((ارجعي))
كأنها في تلك اللحظة لم تكن ترى غيره في هذه الدنيا .. غابت بصيرتها عن المحيط عن كل شيء ... حتى تلك السيارة كبيرة الحجم لم تراها ... تلك السيارة التي دهستها ودهست معها احلامها ... نقلت (( سدرة )) الى المشفى كانت غائبة عن الوعي وكان من اقصى امنياته ان يغيب عن الوعي وان تمسح ذاكرته تلك اللحظة التي راى فيها ((سدرة )) تحت اطارات السيارة ... امها خالها اهلها الكل يبكي يصرخ لا يعرف ماذا يفعل او ما يستطيع فعله
بعد العلاج الاولي ... الطبيب (( لحد يخبصنا خلينا نشوف شغلنا ابتعدوا ))
بعد ساعة ... تنقل سدرة الى (( العناية المركزة))
التقرير الاولي كسر في الحوض ونزيف داخلي وبعض الرضوض والخدوش ...
يمر الوقت ... الكل يريد ان ينتصف لها ولكنه عكس الكل ...
لو لم اسجل ذلك الهدف ... لو لم تشجعني ... لو لم نلعب اليوم ... لو كنا اكتفينا بالمشاهده فقط ... لو كنا ذهبنا للفرات لما حدث لها ذلك ... كل ذلك يجره الى ان يغرس اظافره بباطن يده ويدميها ... وما يحزنه اكثر بكاء امها على وحيدتها واليتيمة التي كفلتها واكتفت بها منذ وفاة والدها يتوتر الى درجة انه يريد ان يصرخ ان يبكي ان يجهش بالبكاء ... ولكنه كما يقولون عنه ((معقد))
يحرق داخله بداخله ... تحتضنه امها وتبكي لقد ذهب الجميع قل حجم الصدمه ولكنه لم يكن معهم او على اقل تقدير هو ما زال في الشارع يصارع الوقت يود ان يجد ثمناً لكي يمحو ذلك المشهد ...
لم يكن من السهل ان يبكي ولكن حظور والده واخوانه زاد الامر سوءً بعد السؤال والاستعلام عن حالة ((سدرة)) يكلمه والده ويقول ....
((لاتگهر حالك قدر الله هذا ولا تخاف مافيها شي كلها بس الليلة وتطلع وتطيب انته بس ابچي ولا تكتم مثل كل مره ... ينظر الى والده عيناه تحكي ما يمر به انفاسه ثقيلة عيناه محمره ... يدرك والده ما سيحدث ينادي اخيه الاكبر بصوت مرتفع )) ((غياث نادي الدكتور))
لم يتذكر بعدها شجاع ما حدث اغمى عليه من شدة الالم والكتم ... يتمتم بصوت خفيف متعب تنظر له امه وتمسك يده وتمسح على وجه وتردد رب الناس اذهب البأس وتبكي وتنظر اليه وتقول لماذا لا تبكي يسكت يكتفي بان يغمض عيناه لكي يعتصم بنفسه بعيدا عنه
يدخل ابوه ويسال (( شلون صار الدكتور طمني گال الامر طبيعي ... كالعاده رعاف بسبب الضغط المفروض مايصير بس صار ))
الحوار يحتد بين الام والاب ... كل يلوم الثاني والنهايه انه يقول مافيني شي لا تصارخون بس
كان التعامل معه صعب جدا ... تمر الايام تصحوا من الغيبوبه تخرج للبيت محمولة كما ذهبت على سرير لا تستطيع الحراك ... مرت الايام ذهب الالم وبدأ الم جديد

NOVEMBERWhere stories live. Discover now