القرار

30 3 0
                                    

في هذه الأيام يتم اعلان تحرير المناطق من سيطرة التنظيم...
الشعب يفرح بدموع تعيد ذكرى الفقدان إلى الحاضر
كل من خسر حبيبا اخا صديقا ابا قريب...
لم ولن ينسى ذلك اليوم بيان الانتصار...
كأنه عرسٌ على رفات...
عودة الناس تدريجيا الى مابقى من بيوت قد ابقت على ذكريات لا تموت... وكان العوده الى ذلك الركام يقول لنا أعيدوا لنا مجدنا الذي فقدناه...
بيوت تكاد ان تكون مجرد اسم يطلق على كومة من حطام... بقايا اطلال كأنها قد مر عليها آلاف السنين
لم تختلف الشمس ولا الهواء ولا السماء ولا المكان
إنما هي فلسفة لنا.... بأننا قد اهدرنا اعمارنا بخلاف وتشتت وعتب....
كم هي قصيره تلك الحياة البائسة...
يقف ذلك العاشق أمام بيتها...
يخرج من داخله ((شجاع)) ينزل على ركبتيه ليبكي
ويصرخ ويقول اقسم لك باني اصرخ كل يوم ابكي اتألم اتشضى مع كل كلمة تمر وتكونين أمامي كانك تقوليها اللحظة...
أين انتي لاحتضنك لاشتكي لك لانظر لك واترك دموعي التي تقف بيني وبين ألم كبير كأنها باب موصد لو فتح لظهر لك ذلك الإنسان الرقيق العاطفي
الحزين...
انا الان أقف هنا على اطلال حبنا... وقوف يوحي للناظر كم انا اتألم...
أقف على أبواب بيت قد عجز على أن يصد تلك القذيفة...
كنت أقف هنا كل يوم لابتسم بعد شروق وجهك أمامي...
أقف هنا على رفات حلمي الذي بدأت بوداعه من هنا الى تلك الأرض التي احتوت ذلك الحسد...
ياليتها تنزل وياليت ذلك الكبرياء ينكسر الان
ليت للدموع مخرج غير قلبي...
ليت للحزن مرسم غير ملامحي.... ها أنا هنا امشي بين جدران ذلك البيت الذي كبر فيه حلمي
وترعرع حبي من اول حب عرفته الدنيا حب الطفوله البريء...
إلى الآن أراك ممدة أمامي لائق بك ذلك اللون الأحمر
مخضبة بدماء لاتزال رائحتها إلى الآن
ذلك الصوت وانتي تنازعين الموت....
تردد من جديد....
وبدون ادراك يذهب إلى قبرها ليرى انها قد صار لديها صحبة
قبور متناثره.. لا شواهد... لا اسماء.... لا تاريخ يحدد يوم موتهم.... سوى انهم دفنوا هنا يقينا منا ان الله احن عليهم منا ويحبهم بقدر لا نتخيله ابدا...
تلك الأرض كان أوسع لهم من سطحها المؤلم
على رأس القبر المهدم... يجلس وبدأ بسرد ما حدث له بعدها... تأتي عائلة أخرى لقبر قريب منه وتنحب وتبكي...
يتحدث معها كأنها أمامه... لا أحد يعرف ما يشعر به سوى الذين فقدوا انسان كان لهم بمثابة روح
تلك الحرة التي تحرق القلب والكبد ثم تطيح ب حزم الرجل إلى أن تجعله بركان يأكل نفسة مع كل نفس
يقينا انك تعرفين... سدره
(( قسم بالله ما يوم يمر ولا لحظة تمر اضحك فيها الا ويجي خيالج گبالي يثلمها...
ولا نفس احس صدري ينفتح الا وعطرج يكون بي بكل ذرة
ولا ليلة تمر الا وانا احظن ذاك الملاك اللي حظنته بيوم لبستي الأبيض...
ولا خطوة امشيها الا والج فيها ذكرى...
ولا كلمة حلوة الا وتجين ع بالي بيوم گلتها الج وابتسمتي الي.... ماعاش بيه غير هالدخان هذا اللي ما اعرف شيسوي بس احس حالي ارتاح...))
سدرة ذلك الاسم الذي انتهى ب تاء التأنيث
قد أنهى في قلبه كل تأثير لانثى بعدها....
ينام تلك الليلة في بيته الذي يقبض صدره يخنقه
وفي الصباح الساعه ال٧ ذلك الشباك الذي طلبت منه أن يكون كبيرا لكي ترى الشروق كاملا...
يخرج منه ليتنفس هواء المدينه...
يمشي بين غرف البيت الذي صمم دون أي عتبة لكي تتجول بكرسيها دون عائق...
يصل إلى الحديقة صارت مدفنة لمقاتلي التنظيم...
هنا تأتيه سدرة...
يفتح الباب الخارجي وتدخل عليه طفلة صغيرة صوت الباب وهو يفتح قد رجف قلبه لدرجة انه كاد يخرج من صدره... تطلب منه بعض الماء لم يرد
لانه قد رأى سدرة بخياله وهي تدخل البيت اول أمره مبتسمه وكان الدنيا ملكها...
هنا يكسر حاجز الدموع....
تنزل الدموع بشكل هستيري... دون صوت انين عانق السماء لم يسمعه سوى رب السماء
يجلس ويبكي تذهب الطفلة دون رد...
واخيرا تمطر سماء نوفمبر بمطر ثقيل لتكسر جفاف دام لسنوات دموع لم يشعر ثقلها سوى انه كان واقفا على حافة بين البكاء وتخفيف بعض الحزن
وبين الكبرياء واللذة بالالم... آثار على نفسه الراحة بفراق من يحب....
يمر الوقت... يحزم امتعته ويتجه إلى بغداد...
ويترك رساله الى تلك التي تنتظر منه كلمة
رسالة طويلة كتبت بأصدق حروف وتعبير
(( دكتورة... انا ما اعرف اعتذر ولا اعرف انمق الكلام بس احاول ان اصحح أخطائي... بأبسط صيغة
بعد هالرسالة هذي أتمنى تعيشين حياة احسن من اللي انتي تتمنيها... انا شخص غير صالح للعيش
انتي انسانة تستحق ان تعيش مو تموت معاي انا حاليا ميت مؤجل...
أتمنى أن تقدرين اني ما بنفسي اي بنت تزاحم سدرة بگلبي... هذا عهد الها انا عشت اغلب ايام عمري لشخص مات... ماضل عندي وكت انسى وماضل من العمر رصيد يسعفني ان ابني حب جديد...
اعرف راح تشوفيني قاسي.... اناني.... بس والله هذا الكلام اگوله الحين دام انتي على مشارف گلبي المحترگ... من خوفي عليج... اتمنى لو التقينا بغير ضرف... واتمنى اكثر ان تلگين احلامج الحلوة بشخص يگدر يقدملج اكثر مني...
انا خلص كل اللي اگدر على سويته... خليني اعيش الباقيات من السنين مع هالحب وما احس فيوم واحد اني خنت الحب... العهد... انا متأكد ان ما ودج اعيش هالشعور وتكونين سبب اني اعيشة...
مع كل كلمة تقرينها الحين... انا اقدر كل دمعه تطيح من عيونج ابجي اليوم واضحكي طول عمرج انا فيني لعنة... احرگ اللي يحبوني...))
يكتب تلك الكلمات ثم يغلق الهاتف لكي لا يرى ردا منها ثم يقرر ان يبتعد من جديد... يهرب إلى مكان لا يعلم احد فيه عن ما يحمل بداخله...
يغير كل شيء... يتصنع من جديد... يمشي الى مجهول جديد... كل شيء جديد الا شيئا واحدا
بقى ملازما له... حبا قد امتلكه
نختم مع أحداث هذه القصة... عسى أن نلتقي بموعد نجد فيه نوفمبر... أجمل...
تحياتي لكم... لكل من يقرأ.... حرصت ان اكون قريبا منكم بكل حرف... ناسف على بعض الأخطاء
نشكركم على قرائة القصة ونتمنى دعمكم لنا...
نلتقي مع نوفمبر قريبا بحدث جديد

NOVEMBERWhere stories live. Discover now