٣٦| عِتَابْ.

1.8K 111 24
                                    

الجزء السادس و الثلاثون| أعمق الجراحِ هي تلك التي تتركها العائلة.
المجروح من عائلته لا يشفى أبدا..
***

ذلك الحزن الذي ينعكس داخل عينيكِ بعمق، كهوة فارغة، ياليتني أسطيع أن أخذه منك إلي، رؤيتك مجروحة مفطورة القلب تأكل روحي، تلتهم سعادتي أجمع، ليتني أستطيع أن أخزن كل حزنك لدي، فلا يمس الحزن عينك الحبيبة أبدا، أيتها الكيان الأقرب إلي من الأنا.

متى جرحت إلى هذا الحد، و أين كنت أنا من كل هذا، نزيفك الشديد يحرقني، رؤيتك تغرقين بإستمرار تهلك قلبي، يا كل قلبي.

أخبريني كيف أضمد كل هذه الجراح بينما كل جرح مسحت عليه بالحنان تمزق؟ ينضح لي بألم السنين التي أمضيتها في بعدي، أخبريني أنى لي أوقف نزيفك الذي يغادر ثغرك، الذي يسد كل أوردتك و يملئ رئتك، أنى لي أوقف شيئا أراه ولا ألمسه؟

يا قطعة قلبي، يا كل أنفاسي، يا مسكن روحي و مهد أيامي، أمقت الحزن إذا مسك و الوجع إذا إمتدت يده على قلبك، أمقت كل شعور مؤلم يخالجك و كل إرهاق يلتهمك حد الصمت، أني لي أحب شعورا ينفرك؟

في هذه الليلة الكئيبة، أتمنى فقط لو أنني أملك القدرة على إسعادك و إبتلاع كل ما يفسد نفسيتك، أتمنى لو أستطيع أن أحمل عنك كل هذا الحزن الذي يرهق جفنيك يا نور عيني.

***

الجلبة إختفت تماما و التوتر الصامت الذي حل لحضتها كان الشيء الوحيد الذي يسيطر على الوسط، عيون ليان المتوسعة بالإضافة إلى نظرة أدريان الهادئة مع تقطيبة حاجبيه البارزة و هو ينقل نظره بينها و بين ديلان الذي تعلو وجهه أمارات حزن و شفقة، جوزيف الذي تعرف من فوره على جاك سارع بالوقوف و التقدم نحوه بينما هو يصيح بغير تصديق: إبن ديفيد؟

جاك الذي كانت ملامح وجهه هادئة سرعان ما بددها بينما هو يراقب ليان مسترجعا كل غضبه و حنقه قابضا على يده بشدة بينما هو يردف بحدة و كراهية لها: مالذي تفعلينه هنا؟

-جاك؟ أنت أخي فعلا!، عجبا، كيف تكون حيا؟

قالت بإنفعال و حماس و شوق و إقتربت بغير تصديق منه بغرض إمساك كتفيه لكنه سرعان ما دفعها لتسقط أرضا رفقة حنينها بملئ تفاجئها في حين إرتفع صوته هو غاضبا: لا تلمسيني بيديك القذرة، هل وددتي لو كنت ميتا؟ آسف لإفساد توقعاتك!

جثى أدريان بسرعة قرب ليان يتفقدها بعينيه بقلق و خوف قائلا يسأل مذعورا: هل أنتِ بخير ليان؟

قبل أن يواصل صارخا بوجهه: أيها اللعين لا تتصرف بلامبالات هكذا، إنها حامل، حتى لو كانت أختك لن أسامح أي شخص إذا إمتدت عليها، حاذر و إلا أبرحتك ضربا في الحال!

الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن