٤٢| طِيْفُكْ.

1.1K 79 15
                                    

الفصل الثاني و الأربعون| إعتذارك بعد أن تدمر أحدهم
لن يعيد بناء ما تم هدمه
إعتذارك بعد قول شيء جارح
لن يجبر روحه أو يصلح كسر قلبه
إعتذارك بعد إيذاء أحدهم
لن يجعل الإذاية التي ألحقتها به تختفي!
ذلك أسوء ما في الأمر
فإما أن تتقبله كما هو و تسعى لإصلاحه و ترميمه
و إما أن تبقى هكذا للأبد!
تعيش خوف الرفض و يلاحقك هاجس المذلة!
***

-أَنَا لَسْتُ طَيْفًا.

قال أدريان متنهدا ينظر بعينيها يفضحه إنهزامه التَّامُ أمام حالتها هذه.. حين إتصل به ليون يطلب منه إيجاد حل لحالتها لم يتوقع أن تكون هكذا!

ماذا حصل للون عيونها الفاتن؟ أين نظراتها الدافئة و أين كل قوتها و طاقتها السابقة؟

التفكير بهذا و لو كان لدقائق مرهق!

كيف أنه سلبها الحياة! جعلها شبه ميتة تواصل حياتها دون أدنى مقدرة على الشعور بشيء غير الحزن!

عيونها المتورمة و إحمرارها الواضح، شحوب لون وجهها و إيماءاتها المرتعشة كلها كسرته..

لطالما تساءل كيف هي من بعدي، و كأنه عاصفة حلت عليها، بل و كأنه إعصار قلب رتابة حياتها رأسا على عقب، هي من بعده كضحايا إحدى الكوارث الطبيعية بمدينة ما..

تملك بيتا و لكنها بلا مأوى، تملك طعاما و لكنها لا تجوع، تملك قلبا و لكنه فارغ..

يشبه اليأس تماما و لكنه أعمق منه، كان ذلك ما شعرت به لحضتها..تنهدت و إمتلأت عيونها بدموع لم تستطع كبحها، هكذا هو دائما يجعلها ضعيفة منكسرة لا تقوى على تمثيل القوة أمامه..صمتت ليس لأنها لم تملك ما تقوله بل لأن نبرتها ستفضح دموعها التي تسقطها قبالة الحائط كي لا يبصرها.. و تعرف أنها في كلتا الحالتين منهزمة..

هكذا هو الحب يدخلنا مفعمين بالحياة ثم يتركنا بدون شغف..

إقترب ليون الذي أحضره بسرعة من الحارس ليقول: جدي يسمح لها بمقابلته..وزير الدفاع.

سرعان ما إستدرك الحارس الأمر ليسمح لها بالدخول إلى غرفة يفصل بين نصفيها حائط زجاجي كبير به بعض الثقب لتسريب الكلام، و أمر أحد الحراس بمناداته.

ديفيد الذي إستغرب الأمر كثيرا، سحبه فضوله لمقابلة هذا الشخص الذي إستذكره بعد هذه المدة و فعل المستحيل من أجله، ليصدم برؤية وجهها المتعب، كانت ليان تحتاج سببا وحيدا للإنهيار و قد كانت رؤية وجهه كافية فراحت تنتحب باكية و يديها مثبتة على ذلك الحائط تود لو تستطيع إختراقه و قد جاهدت لتشكيل جملة مفهومة واحدة قالت بها: لقد ظننتك ميت، أنا آسفة لأني تأخرت كل هذا الوقت!

كانت تشهق و تمسح الدموع عن عينيها بين الفينه و الأخرى لتتفحص ملامح وجهه الثابتة، كان هادءا بشكل مريب و كأنه لم يكن سعيدا لرؤيتها و هذا ما كسرها جدا.

الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن