29_ دفاع وهجوم

1.2K 69 2
                                    

نهض يتطلع إلى الموظفين المعلقين أعينهم إبلامًا على دخولها المفاجئ دون إستئذان، ثم عاد ببصره لها شزرًا ..

ليهتف مراد بجمود: اتفضلوا برة كلكم

انصاع الجميع لأمره وخرجوا فورًا، لتدلف نانسي للداخل قبل أن يفتح فمه، وتهتف بزمجرة..

: إنتي ازاي تزقيني وتدخلي من غير إذن؟!

: بقولك إيه أنا عفريت الدنيا كلها بتتنطط قدامي، إبعدي عني السعادي أحسن آكل دراعك التاني!

صاحت فريدة بتذمر حانق، لتتراجع نانسي بقدمها للخلف وهي تبتلع ريقها خوفًا منها، فالمرة الأخيرة قد تركت جرحًا ليس بالبسيط، لكنها حاولت أن تبقى قوية..

عادت برأسها لمراد وهي تقول بحنق
: عاجبك قلة ذوقها يا مراد؟ انت لازم تطردها، مش عارفة ازاي انت قابل تشغل عندك المناظر العجيبة دي!

قالت وهي تكمش وجهها باحتقار لها، وقبل أن ترد عليها فريدة التي بدى على وجهها الغضب، هتف مراد بهدوء مزيف

: نانسي، اخرجي برة

اندفعت بوجهها له والذي صعدت إليه الدهشة وتهمس مستنكرة
: انت بتقول إيه؟ أنا اللي أخرج؟

ليصيح عليها: أيوة، ولما أقول الكلمة تتسمع ع طول

شعرت فريدة بالانتصار قليلًا، بينما نانسي احتقنت الدماء بداخلها، لتهم مغادرة من المكتب قبل أن تعطيها نظرة غيظ شرسة..

علق مراد زمردتيه على فريدة ثم استدارت هي إليه فوجدته يحدق بها بنظرات لا تفهم .. أهو غاضب أم هذه نظرات طبيبعة؟ شعرت بالاضطراب يصيب جسدها، ليحمحم هو ثم تساءل في هدوء وهو يجلس..

: خير؟

: مالك بتكلمني بقرف ليه؟ هو أنا جاية أشحت منك؟

هتفت بحنق وهي تكتف بذراعيها، وكأنه سألها «ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟» ليرفع بمقلتيه ينظر لها في صمت غريب، يخفي في صدره الغيظ، يتمسك بذرات الصبر لديه.. لينطق قائلًا بهدوء..

: أنا بتكلم عادي، انتي اللي بترجمي نبرتي وحروفي غلط، ودة مش ذنبي!

اصطكت أسنانها بقوة لهتافه المستفز، ثم هتفت باستهجان
: والله؟ يعني تقصد أني غبية؟!!!

إنكِ أغبى شخصًا رآه بحياته، متهورة، هوجاء، لا تدري ماذا ستوصلها تصرفاتها الرعناء..

حمحم ثم قال: أنا مقولتش كدة، وبعدين كل اللي قولته "خير؟" مفيش داعي للإنفعال دة كله!

استنكرت: أنا منفعلة؟ أنا مش منفعلة خالص على فكرة

قالت وهي ترفع بكتفيها وتمثل الهدوء كونها لا تريد أن ينجح في ازعاجها ويتغلب هو عليها

فتردف وهي تضغط بكلماتها: كل الحكاية إني ماحبش حد يكلمني وهو مش طايقني!

نمت ابتسامة جانبية ساخرة على ثغره، ثم يقول بنبرة غير مبالية..

ظل السحابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن