32_ رسالة مجهولة

1.3K 74 3
                                    

صاح ليوقفها قبل أن تضغط على الزر وينغلق الباب، ليهرول مسرعًا حتى يلحق بالمصعد .. دلف بداخله وانغلق المصعد الكهربائي تلقائيًا، فهتفت فريدة بحنق

: هو انت؟ إيه اللي جابك هنا؟

أجاب بابتسامة وهو يضغط على أحد أزرار التحكم الخاصة بالمصعد
: مش يمكن رجلي جابتني ع هنا، وفي الوقت دة بالذات، عشان أشوفك مرة تانية؟

ضحكت ساخرة بخفة، ثم أردفت
: وهو انت ليك عين تيجي بعد اللي عملته أصلاً؟

قطب جبينه: عملت إيه؟

اندفعت قائلة وهي تضغط على أسنانها: أيوة ياخويا استعبط واعمل نفسك مش عارف، مش انت سرقت المستندات، وبسببك مراد...

بترت حديثها تحت نظراته المتعجبة، لينفتح باب المصعد بعد بلوغه الطابق المقصود، وترمقه فريدة من أعلى لأسفل باستهانة ثم تترجل وتسير بالمرر متوجهة نحو مكتب مراد، لـ يليها معتز في مسارها..
________

وضعت يديها على فمها وعينيها تتسعان بذهول عما صدر منها دون إدراك، تتمنى لو أن الأرض في هذه اللحظة انشقت وبلعتها، لتقول بلجلجة وتلعثم من شدة إحراجها

: أنا...أنا لازم أمـ...شي حالًا

ركضت مسرعة من أمامه وهي تفر بعينيها هاربة بعد الإضطراب الذي أصاب كيانها من خجلها، ليهرول خلفها وهو يصيح مناديًا عليها حتى يوقفها، لكنها كانت أسرع لتصعد عربتها وولت مدبرةً.

ليقف عز يراقب سرعتها المهولة حتى اختفت عن الشارع تمامًا، لم يكن يعلم أنها سترتبك لتلك الدرجة بعد تفوهها بتلك الكلمات التي اندفعت من فمها كالسهم المنطلق دون حسبان .. لكن على أي حال هو شعر بالسعادة تغمره وازداد الشوق بقلبه إليها، لو أنها صبرت قليلًا لكان قد أخذها من يدها على أقرب مأذون كما يقولون وعقد قرانه عليها، وضرب بكل القوانين التي في الدنيا من أجل خطف لحظات بجوارها وفقط هي.
_______

لقد بلغت الدور الذي يقطن فيه مكتب مراد، لتمر بغرفة السكرتارية والتي بالتحديد تجلس بها ”نانسي“ تلك السارقة التي سرقت منها هذا المنصب، حتى وإن كانت لم تفكر بأن تصير سكرتيرة له؛ فجعلتها سارقة لكونها أصبحت هي قريبة من مراد بدلًا عنها، ولا تدري لما هو متمسك بها لهذا الحد!!

اقتربت وقفت أمامها وهي تفكر بإستفزازها، أسندت يديها على حافة المنضدة واقتربت بجذعها وهي ترفع أحد حاجبيها لتهتف وهي ترمقها بنظرة لعوب

: خشي قولي لـ مراد إني برة يا اسمك إيه!

نهضت بجمود وهي تضرب بيديها على سطح المكتب بخفة فتهتف حانقة

: انتي ازاي تيجي الشركة تاني؟

شهقت معترضة وهي تفرد كفها: نعـم يا عمري!! وانتي مين عشان تقوليلي آجي ولا لأ يا بت

ظل السحابWo Geschichten leben. Entdecke jetzt