الجزء الاول

18.5K 721 87
                                    

بطل قصتنا شاب غرته شهوات الدنيا وكان بعيد عن عبادة الله بعدا تاما الا ان صادفه امر غير مسار حياته تماما .. في
زقاق ضيق
كان نائما في مستنقع من الذنوب والخطايا ، غافلاً عن الله عزو جل لدرجة بائسة ، فهو بعيد حتى عن الواجبات ومقترف للسيئات بشراهة ، ومع كل ذلك تداركته عناية الحق تعالى ...
يقول : ( في ليلة من ليالي الصيف الطويل حيث رجعت متسكعا من سهرة مع اصدقائي ، رجعت من بيت احدهم ... وفي الطريق ترائى لي كهل مهيب تجلله روحانية عجيبة ... وكان الزقاق ضيقاً ولم يكن شبه ظلام )
ولأتجنبه قلت مرتبكاً : السلام عليكم
قال : وعليكم السلام ، والتفت سريعاً ثم قال: ( ومتى يصل العبد للسلام وهو في حرب مع الله ! ) [ غير كون العبد يفهم السلام ] فمن لم يسالم الحقيقة لا يفهم السلام !! ) ثم قال متأسفاً : انا لله وانا اليه راجعون [ مسكين ابن ادم يحارب حبيبه ، لو يعرف السالفة جا خجل ]
نزلت هذه العبارة كالصاعقة على رأسي ... وسرعان ما انتهى المشهد ... وغاب عن بصري وبقيت العبارات ذات صدى في كل اصقاع قلبي ...
رجعت وانا اشعر بأن هذا الرجل لم يكن بشرا اعتيادياً ... وبقيت متأملا طوال الليل ... هل يمكن ان اكون بحربٍ مع الله ....

البحث عن الغامض… .

يقول : اخذت مني الأفكار مأخذاً عظيما لدرجة اني لم استطع النوم الا دقائق معدودة وحتى في منامي القصير جداً ترائى لي الرجل الذي لم استطع ان اميز ملامحة وهو يقول متسائلاً : ( أحربٌ مع الله ؟! )
وهكذا بقيت بدوامة التفكير الى ان سمعت آذان الفجر قمت الى الصلاة بروح متعبة وذهن مشتت وانا اول مرة اقف خائفا بين يدي الله تعالى ..
اقمت تلك الصلاة وكل تفكيري بهذا الرجل وكلماته !
أيمكن أن يكون ملكا ؟ ام من عالم الجن ؟ ام بشراً صالحاً ... وكيف استطاع ان يعرف ما في باطني والزقاق شبه مظلم ؟ ومن اين عرف بتخبطاتي وابتعادي عن الله تعالى وووووو وهكذا الى عشرات الاسئلة
وبعد الصلاة دخلت بنوم عميق نتيجة الارهاق والسهر
وفي منامي رأيت اني أدخل في نهر جاري واغتسل من اوساخ وادران والرجل نفسه واقف على ضفة النهر وهو يقول بعبارة واضحة : ( قذارة الغفلة وماء اليقظة ) ويكرر ذلك كثيرا
وحين استيقظت وجدت في نفسي رغبة شديدة في ايجاد هذا الرجل وحل هذا اللغز المحير واني لا بد ان اتحدث معه ...
يا ترى من اين يمكن ان اعرفه وقد صادفته في زقاق من ازقة المنطقة والليل متأخر والزقاق مظلم ...
الا اني لا زلت اتذكر طوله الفارع وهيئته الضخمة ...
لذلك قررت ان اذهب الى الزقاق نفسه والشوارع المحيطة به واسأل هناك عسى ان اعرفه او اعرف من يعرفه ...
وفعلا ارتديت ملابسي وخرجت مرتبكاً ومضطرباً ولم يحصل ان مررت بهذا الحال .
دخلت الزقاق فلم اجده ومررت بعدد من الشوارع فلم اجده حتى عيل صبري وخارت قواي فمررت بمحل لندافة القطن وفيه رجل كبير السن ذو لحية بيضاء كريمة
ـ السلام عليكم
ـ عليكم السلام اهلا عمي ، تفضل
ـ ممكن مي ؟!
ـ بخدمتك، استريح
جلست على الكرسي ، سلمني الماء وقال : اشرب الماء واذكر عطش الحسين والعن قتلته اهل (قذارة الغفلة) !
ـ صدى الكلمة كان كانفجار في مسامعي فقد سمعت هذه العبارة في منامي اليوم بعد صلاة الصبح ...
بقيت مبهوتا بوجهه ..
ابتسم وقال : ( من جان الحسين بكلب مسلم بن عقيل ما شعر بالغربة ، اللي بكلبه الحسين مو غريب بس الكلبه غافل تايه وضايع ما يلكه صاحبه ...)
ـ حجي دخيلك شنو الموضوع ؟!
ـ يا موضوع ؟! ردت ماي وانطيناك ...
ـ اني ابحث عن شي وانت فتحت شفرته ...
ـ شنو ؟
ـ ابحث عن شخص التقيته بمنطقتكم بس ما ميزت ملامحه وانت انطيتني مفتاح الموضوع بس انت نحيف وهو ضخم وطويل
ـ ابتسم
وقال : وصلت عمي بس مو اني ...
يتبع ...

رحلة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن