جزء 38

919 55 3
                                    

  
تكملة الحب الإلهي..

ومن يلطف بالخلق ينال محبة الله ايضا ، فقد ورد عن مولانا الامام جعفر الصادق عليه السلام :( قال الله عز وجل : الخلق عيالي ، فأحبهم إلي ألطفهم بهم ، وأسعاهم في حوائجهم ).

وأما أفضل الأعمال التي يحبها الله تعالى فقد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة يحبها الله : (قلة الكلام ، وقلة المنام ، وقلة الطعام) … ..
ثلاثة يبغضها الله : (كثرة الكلام ، وكثرة المنام ، وكثرة الطعام)…

وثلاثة يحبها الله سبحانه : (  القيام بحقه ، والتواضع لخلقه ، والاحسان الى عبادة )…

وقال الامام علي عليه السلام : ( أحب الأعمال لله عز وجل في الأرض الدعاء ) وعنه عليه السلام : ( ما عبد الله بشيء أحب الى الله من ادخال السرور على المؤمن ) .
ولحب الله تعالى آثار كثيرة
ومنافع جليله من أهمها :

{ حسن العبادة وروحها وجمالها } ولذا قال امير المؤمنين عليه السلام : ( اذا أحب الله عبدا ألهمه حسن العبادة  والسكينه) .
لذا قال عليه السلام :( اذا احب الله عبدا زينه بالسكينة والحلم ) والصدق والإتعاظ بالعبر والإشتغال بالذكر ، والوصال وحب الطاعة ، ولزوم القناعة… .

قال الامام الصادق عليه السلام : ( اذا احب الله تعالى عبدا ألهمه الطاعة ، وألزمه القناعة ، وفقهه في الدين ، وقواه باليقين ، فاكتفى بالكفاف ، واكتسى بالعفاف ، واذا أبغض الله عبدا حبب اليه المال ، وبسط له الآمال ، وألهمه دنياه ، ووكله الى هواه ، فركب العناد ، وبسط الفساد ، وظلم العباد ).
ومن اعظم ما ورد في الحب الإلهي قول إمامنا و مولانا الصادق عليه السلام : ( قال الصادق عليه السلام :  حب الله اذا اضاء على سر عبد أخلاه عن كل شاغل وكل ذكر سوى الله عند كل ظلمة ، والمحب اخلص الناس سر الله ، واصدقهم قولا ، واوفاهم عهدا ، وازكاهم عملا ، واصفاهم ذكرا واعبدهم نفسا تتباهى الملائكة عند مناجاته وتفتخر برؤيته ، وبه يعمر الله تعالى بلاده ، وبكرامته يكرم عباده ، يعطيهم اذا سألوه  بحقه ،  ويدفع عنهم البلايا برحمته ، فلو علم الخلق ما محله عند الله ومنزلته لديه ماتقربوا الى الله الا بتراب قدميه … .

قال امير المؤمنين الامام علي عليه السلام : حب الله نار لايمر على شيئ الا احترق .

ونور الله لايطلع على شيء إلا اضاء ، وسحاب الله ما يظهر من تحته شيء الا غطاه ، وريح الله ماتهب في شيء الا حركته ، وماء الله يحيى به كل شيء ، وارض الله ينبت منها كل شيء ، فمن احب الله اعطاه كل شيء من المال والملك … ..

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اذا احب الله عبدا من أمتي قذف في قلوب أصفيائه وارواح ملائكته وسكان عرشه محبته ليحبوه فذلك المحب حقا  ،  طوبى له ، ثم طوبى له ، وله عند الله شفاعة يوم القيامة) .

وقال الصادق عليه السلام : { المشتاق لا يشتهي طعاما ، ولا يلتذ بشراب ، ولايستطيب رقادا ، ولا يأنس حميما ، ولا يأوى دارا ، ولايسكن عمرانا ، ولايلبس لينا ، ولا يقر قرارا ، ويعبد الله ليلا و نهارا  راجيا ان يصير الى فعل ، ويناجيه بلسان شوقه معبرا عما في سريرته} ..

كما أخبر الله عز وجل عن موسى عليه السلام في ميعاد ربه بقوله :
( وعجلت اليك رب لترضى) وفسر النبي صلى الله عليه وسلم عن حاله : ( انه لا أكل ولا شرب ولا نام ولا أشتهى شيئا من ذلك في ذهابه ومجيئه أربعين يوما ، شوقا الى الله عز وجل) ، فإذا دخلت ميدان الشوق فكبر على نفسك ومرادك من الدنيا ، وودع جميع المألوفات  ، واحرم عن  سوى معشوقك ، قد ولت بين حياتك وموتك لبيك اللهم لبيك ، أعظم الله أجرك  ، ومثل المشتاق مثل الغريق ليس له همة الا خلاصه وقد نسي كل شيئ دونه ) .

ثم تأمل معي ايها العزيز مناجاة المحبين لمولانا  زين العابدين السجاد عليه السلام :

وانظر الى عمق مطالب الحب والوصال في هذا النص العجيب  .
- هذا تمام البيان عن المحبة في القرآن الكريم ، وروايات النبي وآله الطاهرين فتأمل فيها وتدبرها فتح الله عليك ايها المريد الحبيب ، ثم تعال لي يوم غد لأكلمك عن محبين إثنين ذاقا حلاوة هذا المقام لعلك تنتفع من سيرتهما وفقك الله ..

       مناجاة المحبين
إِلهِي مَنْ ذا الَّذِي ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرامَ مِنْكَ بَدَلاً وَمَنْ ذا الَّذِي أَنِسَ بِقُرْبِكَ فَابْتَغى عَنْكَ حِوَلاً ، إِلهِي فَاجْعَلْنا مِمَّنِ اصْطْفَيْتَهُ لِقُرْبِكَ وَولايَتِكَ وَأَخْلَصْتَهُ لِوِدِّكّ وَمَحَبَّتِكَ وَشَوَّقْتَهُ إِلى لِقائِكَ وَرَضَّيْتَهُ بِقَضائِكَ وَمَنَحْتَهُ بِالنَّظَرِ إِلى وَجْهِكَ وَحَبَوْتَهُ بِرِضاكَ ، وَأَعَذْتَهُ مِنْ هَجْرِكَ وَقَلاكَ وَبَوَّأْتَهُ مَقْعَدَ الصِّدْقِ فِي جِوارِكَ وَخَصَصْتَهُ بِمَعْرَفَتِكَ وأَهَّلْتَهُ لِعِبادَتِكَ ، وَهَيَّمْتَ قَلْبَهُ لإرادَتِكَ وَاجْتَبَيْتَهُ لمُشاهَدَتِكَ وَاخْلَيْتَ وَجْهَهُ لَكَ وَفَرَّغْتَ فُؤادَهُ لِحُبِّكَ وَرَغَّبْتَهُ فِيما عِنْدَكَ وَأَلْهَمْتَهُ ذِكْرَكَ وَأَوْزَعْتَهُ شُكْرَكَ وَشَغَلْتَهُ بِطاعَتِكَ ، وَصَيَّرْتَهُ مِنْ صالِحِي بَرِيَّتِكَ وَاخْتَرْتَهُ لِمُناجاتِكَ وَقَطَعْتَ عَنْهُ كُلَّ شَيٍْ يَقْطَعُهُ عَنْكَ اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ دَأْبُهُمُ الارْتِياحُ إِلَيْكَ وَالحَنِينُ وَدَهْرُهُمُ الزَّفْرَةُ وَالاَنِينُ جِباهُهُمْ ساجِدَةٌ لِعَظَمَتِكَ وَعُيُونُهُمْ ساهِرَةٌ فِي خِدْمَتِكَ وَدُمُوعُهُمْ سائِلَةٌ مِنْ خَشْيَتِكَ وَقُلُوبُهُمْ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحَبَّتِكَ وَأَفْئِدَتُهُمْ مُنْخَلِعَةٌ مِنْ مَهابَتِكَ يا مَنْ أَنْوارُ قُدْسِهِ لاَبْصارِ مُحِبِّيهِ رائِقَةٌ وَسُبْحاتُ وَجْهِهِ لِقُلُوبِ عارِفِيهِ شائِفَةٌ يا مُنى قُلُوبِ المُشْتاقِينَ وَياغايَةَ آمالِ المُحِبِّينَ ؛ أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ كُلِّ عَمَلٍ يُوصِلُنِي إِلى قُرْبِكَ ، وَأَنْ تَجْعَلَكَ أَحَبَّ إلى مِمَّا سِواكَ وَأَنْ تَجْعَلَ حُبِّي إِيّاكَ قائِداً إِلى رِضْوانِكَ وَشَوْقِي إِلَيْكَ ذائِداً عَنْ عِصْيانِكَ ، وَامْنُنُ بِالنَّظَرِ إِلَيْكَ عَلَيَّ وَانْظُرْ بِعَيْنِ الوُدِّ وَالعَطْفِ إلى وَلاتَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ وَاجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الإسْعادِ وَالحُظْوَةِ عِنْدَكَ يا مُجِيبُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  .

يتبببببببببع… ..

رحلة عشقWhere stories live. Discover now