الفصل الاول

635 92 148
                                    

هارا :

بوابة خشبية ضخمة تقف امام طريقي نحو نهايتي ؛ مصيري البائس وقع بين انياب القدر ، ولا حكم لجسد بلا روح مثلي لأختار مساري ..
فتحت تلك البوابة الخشبية فرأيت خلفها احلامي تندثر ؛ وعالمي حطاماً كبقايا الحروب ..
أسير بثوبي الأبيض الطويل متلفحة بشرنقة الموت ؛ كما لو انني ارتدي كفني بينما أشيع الى مثواي الأخير حيث يقبع ذلك الرجل في نهاية الممر الطويل المزين بالزهور والشموع ..

يقف بهدوء مقابلاً لي ينتظر وصولي ؛ لا اعلم ان كان ينظر الي فلم اسمح لنظراتي ان تطوف في مدار عينيه او ملامحه
في كل خطوة اتقدمها منه اسير على فتات قلبي ؛ وانثر غبار روحي حتى وصلته جسداً خاوياً لا حياة فيه ..

اجل انا تلك الفتاة التي تخلى عنها الحب ؛ وخانها الشعور وخذلتها الظروف ؛ انا التي حكم عليها ان تهب حياتها لرجل لم تعرفه من قبل بينما تشاهد خليل الروح يزف الى اخرى امام عينيها ....!
انا تلك العاجزة عن البوح ؛ العاجزة عن الاعتراض ، ان التي رقد قلبها في قبور الموتى وزف جسدها بنقاء الثوب الأبيض مخفياً لطخات حزن دموية عالقة بالقلب ..

وقفت بجانب ذلك الرجل القي بنذوري كاذبة على الملأ واعلنت موافقتي برضوخ للارتباط بالمدعو " لي دونغهي "
هل ستسخرون مني اذا علمتم انني سمعت باسمه للمرة الاولى الان فقط ؟!

وفي المقابل سمعته يتلو نذوره بتردد قبل ان يعلن موافقته على الزواج بي وحالما حان وقت قبلتنا الاولى قبضت بارتعادة على اطراف اناملي خشية ان يقترب مني لكنه لم يفعل .
وعوضاً عن ذلك تقدمني للنزول عن السلالم وغادر قاعة الحفل بخطوات بدت لي وانا الاحقها بنظراتي البائسة غير متزنة !

التفت بسكون نحو السيد لي الذي تقدم مني مبتسماً ببرود يهنئني بينما غادرت زوجته خلف دونغهي الذي غادر المكان على عجل
ومن خلفه تقدم ابنه الاصغر لي كوانغ سو متأنقاً ببذلته السوداء الفاخرة بينما تتأبط ذراعه زوجته حديثة العهد اوه داهيون مبتسمين

بعدما تلقيت المباركات من السيد لي وغادر بطريقه منشغلاً مع بعض الرجال من الحضور تقدم كوانغ سو وزوجته ليتكلم ساخراً : مبارك زواجك اختي في القانون ؛ اخيراً أصبحتِ فرداً من عائلتنا !

ضحكت زوجته داهيون مقهقهة : لقد سعت بكل جهدها لتكون فرداّ من هذه العائلة والان حققت احلامها واصبحت زوجة ذلك المجنون ..!

اضافت بمكر : لكن ذلك ليس مهماً ؛ المهم انكِ اصبحت من افراد عائلة لي ولم تعودي مجرد مشردة ؛ أليس كذلك عزيزتي ؟!

نظرت اليهما بصمت اكتم لوعات قلبي وحرائق نبضي حسرة بينما عدت بذاكرتي الى ذلك اليوم البائس منذ عدة شهور خلت ....
كان ذلك يوماً روتينياً اقضيه دون ان اعلم انه سيقلب كيان حياتي ويودي بي الى متاهات هذا المكان كزوجة لرجل لا اعرفه ولا اهتم به ..!

" أَرتَعِشُ شَوقَاً فَضُمْيني~ " Where stories live. Discover now