الفصل السابع

356 93 42
                                    

هارا :

الايام تتقدم بهدوء آخذة معها نسمات الحزن كما هي اوراق الأشجار المصفرة ليتجدد مكانها اوراق غضة وزهور ربيعية فواحة
كما تتجدد الفصول ، تتجدد المشاعر ، تختلف الوان الحياة ، فلا ربيع مشرق يدوم ، ولا شتاء بارد أبدي ..!

وكما كل صباح أشرق مع اول طلوع أشعة الشمس مستعدة ليوم عمل جديد ؛ لكن بشكل غير اعتيادي استوقفتني امي في القانون بينما كنت أهم بالمغادرة
ألقيت عليها التحية بتعجب بينما وضعت كوب القهوة من يدها وفي عينيها اشراقة أمل بت نوعاً ما ادرك معناها

تكلمت متسائلة بلباقة : ما الأمر امي ؟

ابتسمت بلطفها المعهود متكلمة : هل انتَ على عجلة من امرك ؟

اشرت نافية ارد لها ابتسامتها : ابداً ؛ كنت سأمر على موقع الحفل الذي اعمل عليه اليوم لأتفقد بعض الأمور لذلك لا بأس في تأخري قليلاً

اشارت لي بالجلوس مقابلاً لها وهي تهم بالحديث : اذاً اسمحي لي ان اخذ القليل من وقتك يا ابنتي

جلست على المقعد ووضعت حقيبتي عن كتفي أصغي لها باهتمام في حين بدت مترددة في قول ما لديها قبل ان تتنهد أخيراً : حسبما أذكر لقد سبق وأقنعتِ دونغهي من قبل في الخروج معكِ عدة مرات ، لذلك كنت آمل ان اطلب منكِ امراً مشابهاً

ارتبكت نظراتي بقلق مما ستطلبه اذ ان اقناع دونغهي بالخروج ليس بالأمر الهين أبداً ؛ التزمت الصمت فتابعت حديثها برفق : في الواقع ؛ في منتصف الشهر الحالي يصادف يوم ميلاده ، لم يسبق لنا الاحتفال بهذه المناسبة من قبل بسبب ظروفه الخاصة ، لكنني اتمنى لو كان بوسعكِ فعل ذلك من اجله !

تحركت في مكاني متعجبة : لم اعلم ان يوم ميلاده بات قريباً !!

ابتسمت والدته مسايرة : كنت على ثقة بانه لن يخبركِ بهذا الامر المهم ، لذلك قررت اخباركِ بنفسي لعلكِ تحثينه على الخروج من المنزل والاحتقال بهذه المناسبة للمرة الأولى برفقتك
سيعني ذلك الكثير له ؛ ولي بكل تأكيد ، لكم تمنيت الاحتفال معه من قبل واسعاده ، لكنني املك املاً بمساعدته على تخطي عقدته بمساعدتك
لقد استشرت طبيبه بهذا الشأن واخبرني ان قبوله للخروج معك بعيداً عن معزله يعد تطوراً كبيراً في حالته واننا يجب ان نفعل ذلك بشكل متكرر حتى يصبح الأمر له طبيعياً

شيء من السرور تفشى في دواخلي كتمته عنوة ؛ لكم يسعدني لو استطعت مساعدته بهذا القدر !
لو كان بوسعي الامساك بكفه واعانته على تخطي جميع مخاوفه والتغلب على كل عثرات حياته ليصبح افضل
هو من امسك بكفي وساعدني بينما كنت اوشك على الغرق فكيف لا امد يد العون له الان ؟!!

" أَرتَعِشُ شَوقَاً فَضُمْيني~ " Onde histórias criam vida. Descubra agora