6 |مفتعل المشاكل|

3.3K 464 131
                                    

ذهابي للمدرسة بعد يومٍ واحدٍ من كل ما حصل كان فكرةً سيئةً للغاية، تحججتُ أني لم أرد التغيب لأكثر من أسبوعين، ولكني في الحقيقة أردتُ الهرب من المنزل وحسب لأني خشيتُ مما سيحصل بعدما فعلتُه وقلتُه البارحة.

لأن أبي وأمي تركاني وحسب البارحة، لا أعلم ما الذي قالاه لبعضهما، ولكنها كانت مجرد حجج أنني متعب أو غاضب أو تشاجرنا لسببٍ ما، لذلك غادرتُ وحسب، ربما بسبب لأني لم أرد البقاء وحيداً مع أمي في المنزل لتسألني، وأضعف أمامها.

ولكنه كان قراراً سيئاً، كنتُ غاضباً، وغير متزن، أردتُ أن أفرغ مشاعري السلبية بطريقةٍ ما، وافتعلتُ المشاكل وحسب... لذلك كل الطلاب الآن في حصصهم بعد استراحة الغداء، وأنا جالسٌ في الغرفة المتصلة بمكتب المدير أنتظر وحسب.

كل ما بوسعي التفكير به وسط الفراغ في رأسي هو صوت دقات الساعة مقابلاً لي، تنقر على رأسي لترفع من صداعي شيئا فشيئاً، ألعن نفسي، وأكره نفسي، وأواصل عدهم دقةً دقة حتى تمر الدقائق العشر التي حددها والدي حتى يصل ليقلني من الثانوية نحو المنزل.

شعرتُ برائحته تقترب، ربما لم يشعر أحدٌ غيري بهذا، ولكن رائحة أبي راسخةٌ في ذهني، مثل رائحة أغصان الأشجار الندية بعد المطر، ربما لأن أطول وأجمل لحظاتي معه، تلك اللحظات التي لا أنساها، كانت في أماكن طبيعية في أوقات الشتاء الباردة، شتاء كندا الطويل الذي يأخذ أكثر من منتصف السنة بكثير، نتدرب كمعلم وطالب، أو نتحدث كأصدقاء.

حين وجدتُه أمامي رفعتُ رأسي نحوه، رأيتُه يحدق بي بحنق قبل أن أخفض نظري للأرض مجدداً، كفاي معقودان بين فخذي، وأراقب انعكاسي على الرخام الأبيض اللامع، وضع يده على كتفي ينتظرني لأرفع رأسي نحوه، لكني لم أفعل مما دفعه ليجلس بجانبي ويطلق زفيراً طويلاً كان محبوساً بصدره.

"ما الذي علي فعله معك أونار؟"

التزمتُ الصمت، خائفاً من الرد، خائفاً من الأجوبة التي خُلقت برأسي قبل أن يطرح السؤال حتى..

"أونار.. عليكَ أن تتحدث قبل أن أدخل لرؤية مديرك، علي أن أعرف ما الذي ينبغي علي قوله له."

"لا أملك أي عذر."

"لا أسألك عن الأعذار."

"فقط دعه يخبركَ بنفسه." قلتُ بتعب وأنا أضع يداي على أذني، الصداع يخترق خلايا رأسي، دقات الساعة تنقر فيه مثل صوت ذئبي أدريان.

"تعال معي. " أمسك بيدي وسحبني رغماً عني، لحقتُ به مرغماً، وحين فتح الباب رأيتُ وجه المدير الغاضب الذي كان يوبخني للساعة الماضية بينما كل ما كنتُ أفكر به هو قتله وحسب.

"دكتور مارتن، أعتذر لجلبكَ من وسط عملك، لا بد أنكَ كنتَ مشغولاً جداً."

"لا مشكلة، كنتُ قد أنهيتُ محاضراتي بالفعل حين اتصلتَ بي."

The Cursed Child | الطفل الملعونWhere stories live. Discover now